كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 5)

بْنُ النُّذَّرِ بِضَمِّ النُّونِ وَتَشْدِيدِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ الْمَفْتُوحَةِ بَعْدَهَا رَاءٌ وَجَابِرٌ وَأَبُو سَعِيدٍ وَرَفَعُوهُ كلهم وجميعها عِنْد بن مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ وَحَدِيثُ عُتْبَةَ وَأَبِي ذَرٍّ عِنْدَ الْبَزَّارِ أَيْضًا وَحَدِيثُ جَابِرٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ وَرِوَايَةُ عِكْرِمَةَ فِي مُسْنَدِ الْحُمَيْدِيِّ قَوْلُهُ سَأَلَنِي يَهُودِيٌّ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ وَالْحِيرَةُ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ بَلَدٌ مَعْرُوفٌ بِالْعِرَاقِ قَوْلُهُ أَيَّ الْأَجَلَيْنِ أَيِ الْمُشَارِ إِلَيْهِمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أتممت عشرا فَمن عنْدك قَوْلُهُ حَبْرِ الْعَرَبِ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَبِكَسْرِهَا وَرَجَّحَهُ أَبُو عبيد وَرجح بن قُتَيْبَةَ الْفَتْحَ وَسُكُونَ الْمُوَحَّدَةِ وَالْمُرَادُ بِهِ الْعَالِمُ الْمَاهِرُ وَإِنَّمَا عَبَّرَ بِهِ سَعِيدٌ لِكَوْنِهَا مُسْتَعْمَلَةً عِنْدَ الَّذِي خَاطَبَهُ وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا أَنَّ جِبْرِيلَ سَمَّاهُ بِذَلِكَ وَمُرَادُهُ بالقدوم على بن عَبَّاسٍ أَيْ بِمَكَّةَ قَوْلُهُ قَضَى أَكْثَرَهُمَا وَأَطْيَبَهُمَا كَذَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْقُوفًا وَهُوَ فِي حكم الْمَرْفُوع لِأَن بن عَبَّاسٍ كَانَ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ وَذكر بن دُرَيْدٍ فِي الْمَنْثُورِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ لَمَّا غَزَا الْمَغْرِبَ أرسل إِلَى بن عَبَّاسٍ جُرَيْجًا فَكَلَّمَهُ فَقَالَ مَا يَنْبَغِي لِهَذَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَبْرَ الْعَرَبِ وَقَدْ صَرَّحَ بِرَفْعِهِ عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ جِبْرِيلَ أَيَّ الْأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى قَالَ أَتَمَّهُمَا وَأَكْمَلَهُمَا أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ أَوْفَاهُمَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَتَمَّهُمَا وَأَطْيَبَهُمَا عَشْرَ سِنِينَ وَالْمُرَادُ بِالْأَطْيَبِ أَيْ فِي نَفْسِ شُعَيْبٍ قَوْلُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ فَعَلَ الْمُرَادُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اتَّصَفَ بِذَلِكَ وَلَمْ يُرِدْ شَخْصًا بِعَيْنِهِ وَفِي رِوَايَةِ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَعَدَ لَمْ يُخْلِفْ زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنَ الطَّرِيقِ الَّتِي أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيُّ قَالَ سَعِيدٌ فَلَقِيَنِي الْيَهُودِيُّ فَأَعْلَمْتُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ صَاحِبُكَ وَاللَّهِ عَالِمٌ وَالْغَرَضُ مِنْ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي هَذَا الْبَابِ بَيَانُ تَوْكِيدِ الْوَفَاءِ بِالْوَعْدِ لِأَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْزِمْ بِوَفَاءِ الْعَشْرِ وَمَعَ ذَلِكَ فَوَفَّاهَا فَكَيْفَ لَوْ جَزَمَ قَالَ بن الْجَوْزِيِّ لَمَّا رَأَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ طَمَعَ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُتَعَلِّقًا بِالزِّيَادَةِ لَمْ يَقْتَضِ كريم أخلاقه أَن يخيب ظَنّه فِيهِ

الصفحة 291