كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 5)

(قَوْلُهُ بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ)
أَيْ لِكُلِّ مَنِ احْتَاجَ إِلَى ذَلِكَ

[2363] قَوْلُهُ عَنْ سُمَيٍّ بِالْمُهْمَلَةِ مُصَغَّرًا زَادَ فِي الْمَظَالِمِ مَوْلَى أَبِي بكر أَي بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ زَادَ فِي الْمَظَالِمِ السَّمَّانِ وَالْإِسْنَادُ مَدَنِيُّونَ إِلَّا شَيْخَ الْبُخَارِيِّ قَوْلُهُ بَيْنَا رَجُلٌ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ قَوْلُهُ يَمْشِي قَالَ فِي الْمَظَالِمِ بَيْنَمَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ فِي الْمُوَطَّآتِ مِنْ طَرِيقِ رَوْحٍ عَنْ مَالِكٍ يمشي بفلاة وَله من طَرِيق بن وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ يَمْشِي بِطَرِيقِ مَكَّةَ قَوْلُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَقَعَتِ الْفَاءُ هُنَا مَوْضِعَ إِذَا كَمَا وَقَعَتْ إِذَا مَوْضِعَهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِذا هم يقنطون وَسَقَطَتْ هَذِهِ الْفَاءُ مِنْ رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَكَذَا مِنَ الرِّوَايَةِ الْآتِيَةِ فِي الْمَظَالِمِ لِلْأَكْثَرِ قَوْلُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي الْعُطَاشُ قَالَ بن التِّينِ الْعُطَاشُ دَاءٌ يُصِيبُ الْغَنَمَ تَشْرَبُ فَلَا تَرْوَى وَهُوَ غَيْرُ مُنَاسِبٍ هُنَا قَالَ وَقِيلَ يَصِحُّ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ الْعَطَشَ يَحْدُثُ مِنْهُ هَذَا الدَّاءُ كَالزُّكَامِ قُلْتُ وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ يَأْبَاهُ وَظَاهِرُهُ أَنَّ الرَّجُلَ سَقَى الْكَلْبَ حَتَّى رَوِيَ وَلِذَلِكَ جُوزِيَ بِالْمَغْفِرَةِ قَوْلُهُ يَلْهَثُ بِفَتْحِ الْهَاءِ اللهث بِفَتْح الْهَاء هُوَ ارْتِفَاع النَّفس من الاعياء وَقَالَ بن التِّينِ لَهَثَ الْكَلْبُ أَخْرَجَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ وَكَذَلِكَ الطَّائِرُ وَلَهَثَ الرَّجُلُ إِذَا أَعْيَا وَيُقَالُ إِذَا بَحَثَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ قَوْلُهُ يَأْكُلُ الثَّرَى أَيْ يَكْدُمُ بِفَمِهِ الْأَرْضَ النَّدِيَّةَ وَهِيَ إِمَّا صِفَةٌ وَإِمَّا حَالٌ وَلَيْسَ بِمَفْعُولٍ ثَانٍ لِرَأَى قَوْلُهُ بَلَغَ هَذَا مِثْلَ بِالْفَتْحِ أَيْ بَلَغَ مَبْلَغًا مِثْلَ الَّذِي بَلَغَ بِي وَضَبَطَهُ الدِّمْيَاطِيُّ بِخَطِّهِ بِضَمِّ مِثْلٍ وَلَا يَخْفَى تَوْجِيهُهُ وَزَادَ بن حِبَّانَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ فرحمه قَوْله فَمَلَأ خفه فِي رِوَايَة بن حِبَّانَ فَنَزَعَ أَحَدَ خُفَّيْهِ قَوْلُهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ أَيْ أَحَدَ خُفَّيْهِ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ وَإِنَّمَا احْتَاجَ إِلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَالِجُ بِيَدَيْهِ لِيَصْعَدَ مِنَ الْبِئْرِ وَهُوَ يَشْعُرُ بِأَنَّ الصُّعُودَ مِنْهَا كَانَ عَسِرًا قَوْلُهُ ثُمَّ رَقِيَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ كَصَعِدَ وَزْنًا وَمَعْنًى وَذَكَرَهُ بن التِّينِ بِفَتْحِ الْقَافِ بِوَزْنِ مَضَى وَأَنْكَرَهُ وَقَالَ عِيَاض فِي الْمَشَارِق هِيَ لُغَة طي يَفْتَحُونَ الْعَيْنَ فِيمَا كَانَ مِنَ الْأَفْعَالِ مُعْتَلَّ اللَّامِ وَالْأَوَّلُ أَفْصَحُ وَأَشْهَرُ قَوْلُهُ فَسَقَى الْكَلْبَ زَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ حَتَّى أَرْوَاهُ أَيْ جَعَلَهُ رَيَّانًا وَقَدْ مَضَى فِي الطَّهَارَةِ قَوْلُهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ أَيْ أَثْنَى عَلَيْهِ أَوْ قَبِلَ عَمَلَهُ أَوْ جَازَاهُ بِفِعْلِهِ وَعَلَى الْأَخِيرِ فَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ فَغَفَرَ لَهُ تَفْسِيرِيَّةٌ أَوْ مِنْ

الصفحة 41