كتاب مسند أحمد - الميمنية تصوير عالم الكتب (اسم الجزء: 5)

(23787) 24196- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ ، قَالَ : كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ ، فَدَخَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَوْجَزَ فِيهِمَا ، فَقَالَ الْقَوْمُ : هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا خَرَجَ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ ، فَحَدَّثْتُهُ فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ لَهُ : إِنَّ الْقَوْمَ لَمَّا دَخَلْتَ قَبْلُ الْمَسْجِدَ قَالُوا : كَذَا وَكَذَا قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لاَ يَعْلَمُ ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ؟ إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَايَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ ، رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : فَذَكَرَ مِنْ خُضْرَتِهَا وَسَعَتِهَا ، وَسْطُهَا عَمُودُ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ وَأَعْلاَهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعْلاَهُ عُرْوَةٌ ، فَقِيلَ لِيَ : اصْعَدْ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : لاَ أَسْتَطِيعُ ، فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : هُوَ الْوَصِيفُ ، فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي ، فَقَالَ : اصْعَدْ عَلَيْهِ ، فَصَعِدْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ ، فَقَالَ : اسْتَمْسِكْ بِالْعُرْوَةِ ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي ، قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ فَقَالَ : أَمَّا الرَّوْضَةُ فَرَوْضَةُ الإِِسْلاَمِ ، وَأَمَّا الْعَمُودُ فَعَمُودُ الإِِسْلاَمِ ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى أَنْتَ عَلَى الإِِسْلاَمِ حَتَّى تَمُوتَ قَالَ : وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ.
(23788) 24197- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ قَالَ : تَذَاكَرْنَا أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلَهُ : أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ؟ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنَّا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً فَجَمَعَنَا ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ السُّورَةَ ، يَعْنِي سُورَةَ الصَّفِّ كُلَّهَا.
(23789) 24198- حَدَّثَنَا يَعْمَرُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي هِلاَلُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ ، حَدَّثَهُ.
24199- أَوْ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ : تَذَاكَرْنَا بَيْنَنَا ، قُلْنَا : أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلَهُ : أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ؟ وَهِبْنَا أَنْ يَقُومَ مِنَّا أَحَدٌ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا رَجُلاً رَجُلاً حَتَّى جَمَعَنَا فَجَعَلَ بَعْضُنَا يُشِيرُ إِلَى بَعْضٍ ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} إِلَى قَوْلِهِ : {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ} قَالَ : فَتَلاَهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا.
قَالَ : فَتَلاَهَا عَلَيْنَا ابْنُ سَلاَمٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا ، قَالَ : فَتَلاَهَا عَلَيْنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا ، قَالَ يَحْيَى : فَتَلاَهَا عَلَيْنَا هِلاَلٌ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا ، قَالَ الأَوْزَاعِيُّ : فَتَلاَهَا عَلَيْنَا يَحْيَى مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا.
(23790) 24200- حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، وَعَفَّانُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى شِيَخَةٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا لَهُ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا ، فَقَامَ خَلْفَ سَارِيَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ : قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ : الْجَنَّةُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُهَا مَنْ يَشَاءُ ، وَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَا ، رَأَيْتُ كَأَنَّ رَجُلاً أَتَانِي ، فَقَالَ : انْطَلِقْ ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ ، فَسَلَكَ بِي مَنْهَجًا عَظِيمًا ، فَعَرَضَتْ لِي طَرِيقٌ عَنْ يَسَارِي ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْلُكَهَا ، فَقَالَ : إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا ، ثُمَّ عَرَضَتْ لِي طَرِيقٌ عَنْ يَمِينِي ، فَسَلَكْتُهَا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ زَلِقٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي ، فَإِذَا أَنَا عَلَى ذُرْوَتِهِ ، فَلَمْ أَتَقَارَّ وَلاَ أَتَمَاسَكْ ، فَإِذَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ فِي ذُرْوَتِهِ حَلْقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ ، فَقَالَ : اسْتَمْسِكْ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَضَرَبَ الْعَمُودَ بِرِجْلِهِ فَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : رَأَيْتَ خَيْرًا أَمَّا الْمَنْهَجُ الْعَظِيمُ فَالْمَحْشَرُ ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عَرَضَتْ عَنْ يَسَارِكَ ، فَطَرِيقُ أَهْلِ النَّارِ وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عَرَضَتْ عَنْ يَمِينِكَ ، فَطَرِيقُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الْجَبَلُ الزَّلِقُ فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ الَّتِي اسْتَمْسَكْتَ بِهَا فَعُرْوَةُ الإِِسْلاَمِ ، فَاسْتَمْسِكْ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ.
قَالَ : فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ : وَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ.

الصفحة 452