كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 5)
[الْآيَةُ (١٢٧): قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقَالَ المَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي
الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}]
٩٥٩ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ حَسَنٍ (¬١)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {ويَذَرَكَ (¬٢) وإِلهتَكَ} (¬٣)، قَالَ: فِرْعَوْنُ يُعْبَد وَلَا يَعْبُد.
---------------
(¬١) كذا جاء بالأصل! وفي الإسناد سقط ظاهر، فلا يمكن أن تكون الواسطة بين المصنِّف وابن عباس واحدًا، لويس في شيوخ المصنف من اسمه: ((عمرو بن حسن))، ولا في الرواة عن ابن عباس، بل ولا في الرواة جميعهم، وأرى أن الصواب هكذا: ((حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد بن عَمْرُو بْنُ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ عباس ... ))؛ لأن ابن جرير وابن أبي حاتم روياه من طريق سفيان بن عيينة، به كما سيأتي، ومحمد بن عمرو بن حسن بن علي بن أبي طالب ثقة كما في "التقريب" (ص ٤٩٩ رقم ٦١٨٣).
(¬٢) في الأصل: ((وتذرك)) بالتاء وفي ظني أنه تصحيف؛ لأن جميع من روى هذه القراءة أو حكاها لم يجعلها بالتاء.
(¬٣) أي: عبادتك كما جاء في بعض الروايات.
وقال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٣٨ - ٤١): ((وقد روي عن ابن عباس ومجاهد أنهما كانا يقرآنها: {ويذرك وإلاهتك} بكسر الألف، بمعنى: ويذرك وعبودتك.
قال أبو جعفر: والقراءة التي لا نرى القراءة بغيرها: هي القراءة التي عليها قَرَأة الأمصار؛ لإجماع الحجة من القَرَأة عليها ...
وقد زعم بعضهم أن من قرأ: (وإلاهتك) إنما يقصد إلى نحو معنى قراءة من قرأ: (وآلِهتك) غير أنه أنَّث، وهو يريد إلهًا واحدًا، كأنه يريد: ويذرك =