كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 5)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= المقدَّمي، ثم ذكر أن رواة الحديث ممن احتجّ بهم الشيخان، ونصّ على أن المقدَّمي متفق على إخراجه في "الصحيحين"، ثم قال: ((وقد تابعه محمد بن خالد الوهبي على سنده عن إسماعيل ... )) ، ثم أخرجه من طريق الوهبي، ثم قال: ((وقد أسنده هشيم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ... )) ، ثم أخرجه من طريق هشيم، ثم قال: ((فقد أسند هذا الحديث ثلاثة من الثقات عن إسماعيل، ووقفه عنه سفيان بن عيينة، فنحن على ما شرطنا في إخراج الزيادة من الثقة في الوصل والسند)) . اهـ. من "المستدرك" (١ / ٤١ - ٤٢) .
ولما ذكر البوصيري هذا الحديث في "مصباح الزجاجة" (٣ / ٣١١) قال: ((هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ... )) ثم ذكر كلام الحاكم. وصححه مرفوعًا الشيخ ناصر الدين الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٣ / ٢٢٢ رقم ١٢٢٢) .
وهذا الذي ذهب إليه الدارقطني وغيره من ترجيح الرواية الموقوفة على المرفوعة - مع أن الرفع جاء من طريق ثلاثة من الثقات - سببه - والله أعلم -: أنهم نظروا في رواية هشيم على انفراد، فترجح لهم أن الرفع لا يصح عن هشيم؛ لأنه لم يرو إلا من طريق موسى بن محمد بن حيان، عن ابن مهدي، عن هشيم، وموسى ضعيف، وباقي الرواة يروونه عن هشيم موقوفًا، فوافقت رواية هشيم رواية الإمامين: سفيان بن عيينة ويحيى القطان.
ثم نظروا في رواية عمر بن علي ومحمد بن خالد الوهبي، فإذا بالقلب لا يطمئن لرواية عمر بن علي المقدَّمي، فمع كونه ثقة، إلا أنه كان يدلِّس شديدًا كما يقول ابن حجر في "التقريب" (ص٤١٦ رقم ٤٩٥٢) ، ولذلك عدّه في الطبقة الرابعة من "طبقات المدلسين" (ص١٣٠ رقم ١٢٣) ، وهم: من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرَّحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل، وليس هذا فقط، بل إنه كان يدلس تدليسًا قبيحًا؛ قال عبد الله بن الإمام أحمد: ((سمعت أبي - وذُكر عمر بن علي - فأثنى عليه خيرًا، =

الصفحة 50