كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 5)

قَالَ: نا عَمَّارٌ الدُّهْني (¬١)، عَنْ حَمَّادٍ الْمَدِينِيِّ (¬٢)، عَنْ كُرَيْب (¬٣)، قَالَ:
---------------
= وقد يحمل كلام علي بن المديني فيه على تساهله في الأخذ، أو اتهامه به، مع الاعتراف بأنه لم يضبط عليه خطأ في الحديث، ويدل على هذا قول ليحيى بن معين حين قال: ((لم يكن به بأس، كان ينزل في درب المفضّل، ثم انتقل إلى قصر وضّاح، فعابوه أنه يقعد عند أصحاب الكتب)). انظر الموضع السابق من "تهذيب الكمال".
(¬١) هو عمار بن معاوية الدُّهني، تقدم في الحديث [١٣٣] أنه ثقة.
(¬٢) كذا جاء في الأصل! ولم أجد راويًا بهذا الاسم يروي عن كريب، وعنه عمار الدهني، وقد روى ابن جرير هذا الخبر - كما سيأتي - وأبهمه، فجاء عنده: ((عن رجل))، ورواه ابن أبي حاتم - كما سيأتي أيضًا - وقال: ((عن حميد))، ولعل هذا هو الصواب، فحُمَيْد هذا هو ابن زياد، وهو مدني، فلعل اسمه تصحف في نسخة "السنن" هذه، وقد التقى بعمار بن معاوية الدهني، لكن الذي ذكر في ترجمته - كما سيأتي -: روايته عن عمار، لا العكس، وعمار أقدم منه، فوفاة عمار كانت سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وأما حميد فمتأخر عن هذا التاريخ - كما سيأتي -، لكن من المعلوم عند أهل الحديث أن الشيخ قد يروي عن تلميذه، وهذا كثير، ولذلك أفرد علماء الحديث هذا النوع بالكلام في مبحث ((رواية الأكابر عن الأصاغر))، فإن كان ما ذكر في "تفسير ابن أبي حاتم" صحيحًا - وهو الذي أميل إليه -، فهو: حميد بن زياد بن أبي المخارق، أبو صخر الخرّاط، صاحب العباء، مدني سكن مصر، وهو حميد بن صخر أبو مودود الخرّاط، كان يسميه كذلك حاتم بن إسماعيل في روايته عنه، وقيل: إنهما اثنان. روى حميد هذا عن أبي صالح ذكوان السمان وزيد بن أسلم وسعيد المقبري ونافع مولى ابن عمر وكريب مولى ابن عباس وعمار الدهني وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن سعد وحاتم بن إسماعيل وابن لهيعة وابن وهب ويحيى القطان وغيرهم. وهو صدوق إلا أنه يهم، قال أحمد: ((ليس به بأس))، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، فمرة قال: ((ثقة =

الصفحة 63