كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 5)

السَّلَامُ، اكْتُبْ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَحَدِّثْنِي عَنْ {مُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ}، وعن: {جنة عرضها السماوات وَالْأَرْضُ} (¬١)، قَالَ فَذَهَبْتُ بِالْكِتَابِ إِلَى الْيَهُودِيِّ، فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ (قَالَ) (¬٢): مَرْحَبًا بِكِتَابِ خَلِيلِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَيْتِهِ، فَفَتَحَ أَسْفَارًا لَهُ كَثِيرَةً، فَجَعَلَ يَطْرَحُ تِلْكَ الْأَسْفَارِ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ، قَالَ: هَذِهِ أَسْفَارٌ كَتَبَتْهَا الْيَهُودُ، حَتَّى أَخْرَجَ سِفْرَ مُوسَى، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: الْمُسْتَوْدَعُ: الصُّلْب، وَالْمُسْتَقَرُّ: الرَّحِمُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} (¬٣)، {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (¬٤) قَالَ: هُوَ مُسْتَقَرُّهُ فِي الْأَرْضِ، وَمُسْتَقَرُّهُ فِي الرَّحِمِ، وَمُسْتَقَرُّهُ تَحْتَ الْأَرْضِ حَتَّى يَصِيرَ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ نَظَرَ فقال: {جنة عرضها السماوات والأرض}، قال: سبع سماوات، وَسَبْعُ أَرَضِينَ يُلَفَّقْنَ (¬٥) كَمَا تُلَفَّقُ الثِّيَابُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: هَذَا عَرْضُهَا، وَلَا يَصِفُ أَحَدٌ طولها.
---------------
(¬١) الآية (١٣٣) من سورة آل عمران.
(¬٢) في الأصل: ((فقال)).
(¬٣) الآية (٥٠) من سورة الحج.
(¬٤) الآية (٣٦) من سورة البقرة، وكان في الأصل: (ولكم في الأرض مستقر ومستودع إلى حين)؛ فصوبتها.
(¬٥) أي ضُمَّتْ بعضها إلى بعض. انظر "لسان العرب" (١٠/ ٣٣٠ - ٣٣١).
٨٩٨ - سنده ضعيف إن كان الراوي عن كريب هو حميد بن زياد؛ =

الصفحة 65