كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 5)
طَالِبٍ (¬١) -، قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْآيَةَ: {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ
---------------
= الكوفة، ثقة؛ وثقه الإمام أحمد وابن معين وابن المديني وأبو داود، وقال يعقوب بن سفيان: ((حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان - وهو الثوري -، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، لا بأس به))، وقال العجلي: ((لا بأس به))، وقال النسائي: ((ليس به بأس))، وذكره ابن شاهين في "الثقات"، وكذا ابن حبان، إلا أنه قال: ((يخطئ))، وقال أبو حاتم الرازي: ((ليس بالقوي)). اهـ. من "المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان (٣/ ١٠٥)، و"تاريخ بغداد" (٨/ ٢٩٢ - ٢٩٣)، و"تهذيب الكمال" (٨/ ١٥٦ - ١٥٧).
فهذا الراوي ثقة من ذكرتهم من الأئمة، وتكلم فيه أبو حاتم، وقريب منه كلام ابن حبان، وهما معروفان بتشددهما - رحمهما الله - في الجرح، فلا يؤثر قولهما في هذا الراوي في مقابل توثيق أولئك الأئمة، وليس هناك أحد يسلم من الخطأ، فما أخطأ فيه هذا الراوي يعرف ويُتَّقى، وما عدا ذلك فالأصل فيه الصحة.
وأما ما نقله المزي في الموضع السابق من "تهذيب الكمال" عن ابن معين في رواية عباس الدوري عنه، من أنه ضعف خالدًا هذا، فهو خطأ في النقل نبّه عليه محقق "تهذيب الكمال"، فارجع إليه إن شئت.
وقد تأثر الذهبي وابن حجر بهذا الخطأ، فقال الذهبي: ((صدوق لينه ابن معين))، وقال ابن حجر: ((صدوق يخطئ))، والعبرة بما تقدم.
(¬١) هو عبد الله بن مِسْوَر بن عبد الله بن عون بن جعفر بن أبي طالب، أبو جعفر الهاشمي المدائني، من أتباع التابعين وليس له رواية عن أحد من الصحابة، ومع ذلك فهو كذاب يضع الحديث، فقد قال الإمام أحمد وأبو إسحاق الجوزجاني: ((أحاديثه موضوعة))، وقال الإمام أحمد أيضًا: ((كان يضع الحديث ويكذب، وقد تركت أنا حديثه، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدثنا عنه))، ورماه بالوضع رقبة بن مَصْقَلة ومغيرة وجرير بن عبد الحميد وعلي بن المديني والبخاري وأبو نعيم الأصبهاني. قال ابن المديني: ((كان يضع الحديث عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -، =