كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

318- وقال مُعَاوِيَة: إذا لم يكن الهاشمي شجاعًا سخيًا لم يشبه قومه ولم يشبه من هو منه، وقال: إذا لم يكن الأموي مصلحًا لماله، حليمًا عند غضبه، لم يشبه من هو منه، ولن تعدم «1» من الهاشمي لسنا أو سخاء أو شجاعة، وربما اجتمع ذلك لبعضهم.
319- المدائني عَنْ أبي إسحاق التميمي قَالَ: سمع مُعَاوِيَة رجلًا يَقُول:
ومن رقاش ماجد سميدع ... يأبى الذي يكرهه فيمنع
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: ذلك منا، ذاك ابْن الزُّبَيْرِ.
320- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَرَمَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ابْنًا لِصُهَيْبٍ عَطَاءَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: إِنَّكَ حَفِظْتَ عَلَى ابْنِ صُهَيْبٍ مَا كَانَ مِنْ أَبِيهِ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ، وَنَسِيتَ مَا كَانَ مِنْ سَابِقَتِهِ مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَارْدُدْ عَلَيْهِ عَطَاءَهُ وَأَكْرِمْهُ وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَتِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
321- وقال مُعَاوِيَة لخالد بْن معمر: كيف حبك لعلي؟ قَالَ: شديد، أحبه لحلمه إذا غضب، وصدقه إذا قَالَ، ووفائه إذا وعد، وجوده إذا سئل.
322- وقال عمرو بْن العاص: عقم النساء أن يلدن مثل مُعَاوِيَة، وما استدر لِمُعَاوِيَةَ كلام قط فقطعه حتى يأمر «2» بخير ويصيب الناس بفضل.
323- حَدَّثَنِي هشام بْن عمار عَنْ أبيه أو غيره قَالَ: قدمت رملة بنت مُعَاوِيَة الشام من المدينة، وكانت عند عمرو بْن عثمان بْن عفان، وكان عمرو لها محبًا إلا أنه كان ربما أغارها، فَقَالَ لها: أطلقك ابن عمي؟ فقالت: كلا، الكلب أضن بالشحمة، قَالَ ويقال: قالت بشحمته.
__________
318- شرح النهج 4: 425 (مع إضافات) وابن عساكر 4: 219 وانظر عيون الأخبار 1: 196 319- سيرد هذا في الجزء التالي وانظر البيان 4: 61 323- راجع ف: 166. فيما تقدم.
__________
(1) س: أقدم.
(2) س: أمر.

الصفحة 108