كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

335- وقال مُعَاوِيَة لعقيل: إن فيكم لينا قَالَ: أجل فِي غير ضعف، وإن لنا لعزًا فِي غير كبر، وأما أنتم فإن فِي لينكم غدرًا، وإن فِي كبركم كفرًا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:
دون هذا يا أبا يزيد، فَقَالَ عقيل:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما «1»
فَقَالَ معاوية:
إنّ سفاه الشيخ لا حلم بعده ... وإن الفتى بعد السفاه ليحلم «2»
فقام عقيل وهو يَقُول «3» :
إن السفاهة قدمًا من خلائقكم «4» ... لا قدس اللَّه أخلاق الملاعين
336- الْعَمْرِيّ عَنِ الْهَيْثَم عَنِ ابن عباس قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: الرأي الثاقب كهانة، والحلم سؤدد.
337- الْمَدَائِنِيّ وغيره قالوا: دخل شريك الحارثي على مُعَاوِيَة، وكان رجلًا دميمًا آدم شديد الأدمة شريفًا فِي قومه، فلما استقر به المجلس أراد مُعَاوِيَة أن يضع منه فَقَالَ: إنك لشريك وما لله شريك، وإنك لابن الأعور والصحيح خير من الأعور،
__________
335- العقد 4: 5 وشرح النهج 1: 368، وانظر مشابه من هذا الحوار بين معاوية وعقيل في البيان 2: 326 وعيون الأخبار 2: 197 والموفقيات: 334 وبهجة المجالس 1: 97 337- أمالي ابن الشجري 2: 47 والمستطرف 1: 83 والشرواني: 37 والاكليل 2: 229 والأبيات 1- 2، 2- 7 في الحماسة البصرية 1: 70 (رقم 149) والأول في الاشتقاق: 239 ونزهة الجليس للموسوي (النجف:
1968) 2: 139
__________
(1) البيت للمتلمس في ديوانه: 26 والبيان 3: 38، 269 وجمهرة ابن دريد 2: 284، 384 والشعر والشعراء: 113 وعيون الأخبار 2: 205 والمصون: 84 والمستقصى 2: 281 (رقم: 978) وما يلي رقم: 648 وفصل المقال: 131
(2) البيت لزهير وروايته «بعد السفاهة يحلم» ، شرح الزوزني: 167.
(3) انظر أضداد ابن الأنباري: 259 وألف باء 2: 197 وروايته «ان السفاهة طه..» على أن طه معناه بالسريانية «انسان» .
(4) البلوي: شمائلكم، الاضداد: خليقتكم.

الصفحة 114