كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)
الْحَكَمِ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ (746) شُعْبَةَ، وَتَرَكْتَنَا لا فِي عِيرٍ وَلا فِي نَفِيرٍ، فَأَطْرَقَ مُعَاوِيَةُ طَوِيلا ثمّ قال: يا ابن أَخِي إِنِّي مَيَّلْتُ بَيْنَ مُعَاتَبَتِكَ وَتَرْكِكَ فَوَجَدْتُ مُعَاتَبَتِكَ أَبْقَى لَكَ، إِنِّي أَرَاكَ شَدِيدَ التَّقَحُّمِ رَحْبَ الذِّرَاعِ بِالْقَوْلِ، وَلَسْتَ كُلَّمَا شِئْتَ وَجَدْتَ مَنْ يَحْمِلُ لَكَ سَفَهَكَ.
356- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ دَارَ عُثْمَانَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ عفّان وا أبتاه وَبَكَتْ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: ابْنَةَ «1» أَخِي إِنَّ النَّاسَ أَعْطُونَا طَاعَةً تَحْتَهَا حِقْدٌ، وَأَظْهَرْنَا لَهُمْ حِلْمًا تَحْتَهُ غَضَبٌ، وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ سَيْفٌ وَهُوَ يَرَى أَنْصَارَهُ، فَإِنْ نَكَثْنَا بِهِمْ نَكَثُوا بِنَا، وَلا نَدْرِي أَعَلَيْنَا يَكُونُ أَوْ لَنَا، وَلأَنْ تَكُونِي ابْنَةَ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَكُونِي امْرَأَةً مِنْ عَرَضِ الْمُسْلِمِينَ.
357- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عُقْبَةَ الأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يُؤْتَى بِالثَّرِيدَةِ تَكَادُ تَسْتُرُ الَّذِي يُوَاكِلُهُ فَيَأْكُلُ وَيَدْعُو إِلَى طَعَامِهِ «2» عِدَّةً بَعْدَ عِدَّةٍ فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ جَمِيعًا.
358- الْمَدَائِنِيّ عَنْ عَامِرِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يَأْكُلُ فِي الْيَوْمِ أَرْبَعَ أَكْلاتٍ آخِرُهُنَّ أَعْضَلُهُنَّ وَأَشَدُّهُنَّ، وَيَتَعَشَّى فَيَأْكُلُ ثَرْدَةً عَلَيْهَا بَصَلٌ كَثِيرٌ «3» .
359- حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وإسحاق قالوا، حدثنا الحجّاج بن
__________
356- عيون الأخبار 1: 14 والعقد 4: 364 وابن كثير 8: 132 والبصائر 2: 586 وقارن بمحاضرات الراغب 1: 81 357- أخبار الظراف: 24 وانظر في أكل معاوية ف: 44، 155، 358 358- نهاية الارب 3: 343 وانظر ف: 44، 155 والمروج 5: 74 والمستطرف 1: 165 وابن كثير 8: 119 وربيع الأبرار «سبع أكلات» 211/ أ.
359- الاستيعاب: 1421 وسير الذهبي 3: 81 وشرح النهج 3: 444 ومناقب ابن شهر اشوب 1: 140 وانظر مسند أحمد 1: 291، 335، 338 وابن كثير 8: 119 وأسد الغابة 4: 386 وما تقدم ف: 44، 155، 357 وفي قول الرسول «لا أشبع الله بطنه» انظر ابن خلكان 1: 77
__________
(1) العيون والعقد: يا ابنة.
(2) خ بهامش ط س: بطعامه.
(3) ط م: كبير.
الصفحة 125