كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

أَظْفَارَهُ فَأَخَذْتُ قِلامَتَهَا فَجَعَلْتُهَا فِي قَارُورَةٍ، فَإِذَا متّ فألبسوني الْقَمِيصَ، وَاسْحَقُوا تِلْكَ الْقِلامَةَ وَذُرُّوهَا فِي عَيْنِي، وَاجْعَلُوا الْقَمِيصَ بَيْنَ جِلْدِي وَكَفَنِي فَعَسَى «1» ، ثُمَّ تَمَثَّلَ:
(759)
إِذَا مِتُّ مَاتَ الْجُودُ وَانْقَطَعَ النَّدَى ... من الناس إلا من قليل مصرد
وردت أكف السائلين وأمسكوا ... من الدين والدنيا بخلف «2» مجدّد
فَقَالَتْ رَمْلَةُ أَوْ بَعْضُ أَهْلِهِ: بَلْ يَدْفَعُ الله عنك، فقال «3» :
وَإِذَا الْمَنِيَةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تَنْفَعُ
431- وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ حَبِيبٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: كُنْتُ أُوَضِّئُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: أَلا أَكْسُوكَ قَمِيصًا؟ قُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَنَزَعَ قَمِيصًا كَانَ عَلَيْهِ فَكَسَانِيهِ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ فَأَخَذْتُ قِلامَتَهَا، فَإِذَا مِتُّ فَأَلْبِسُونِي الْقَمِيصَ، وَخُذُوا الْقِلامَةَ فَاجْعَلُوهَا فِي عَيْنِي، فَعَسَى اللَّهُ.
432- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَمَرَ بِرَدِّ نِصْفِ مَالِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَطِيبَ لَهُ الْبَاقِي، وَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَاسَمَ عُمَّالَهُ.
433- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلانِيِّ قَالَ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الأَشْدَقُ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ ثَقِيلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ صَالِحًا، قَالَ: لَقَدْ أَصْبَحْتَ عَيْنُكَ غَائِرَةٌ وَلَوْنُكَ كَاسِفًا وَأَنْفُكَ ذَابِلًا، فَاعْهَدْ أَيُّهَا الرَّجُلُ ولا
__________
431- انظر الفقرة السابقة والنووي 2: 103 والاستيعاب: 1419 وسير الذهبي 3: 106 وتاريخ الاسلام 2: 323- 324 ونور القبس: 292 432- مرّ في ف: 97 433- البيان: 2: 242 وقد مرّ البيت في ف: 423، 428
__________
(1) الطبري وابن الأثير: فعسى الله أن يرحمني ببركته.
(2) ط م س: بحلف.
(3) هنا لك رواية أخرى في البصائر 1: 270 وربيع الأبرار: 366/ أوالبيت لأبي ذؤيب الهذلي في ديوانه: 8 والمفضليات: 855 وورد في الطبري 2: 201 وابن خلكان 6: 155 والمنازل والديار: 224 ب وتمام المتون: 61، 62.

الصفحة 153