كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

أخبار الخوارج فِي أيام مُعَاوِيَة رحمه اللَّه
1- أمر عبد اللَّه بْن أبي الحوساء الطائي «1» أحد بني ثعل:
453- قالوا: كان فروة بْن نوفل الأشجعي «2» اعتزل يوم النّهروان في خمسمائة- وذلك الثبت، ويقال في ألف وخمسمائة- وقال: واللَّه ما ندري على أي شيء نقاتل عليًا، ومضى حتى نزل بناحية البندنيجين والدسكرة ثم أتى شهرزور، فلما بلغه صلح الحسن وولاية مُعَاوِيَة وقدومه الكوفة قَالَ لأصحابه: قد جاء من لا نشك «3» فِي أمره ولا نرتاب بأنّ الحق فِي قتاله فقالوا: صدقت «4» ، وأقبل من شهر زور وَمُعَاوِيَة بالنخيلة، فعسكر بالنخيلة بالقرب منه، وكان الحسن بْن علي عليهما السلام قد شخص يريد المدينة، فكتب (763) إليه مُعَاوِيَة يدعوه إلى قتال فروة، فلحقه رسوله بالقادسية أو فويقها فلم يرجع، وكتب إلى مُعَاوِيَة: إني لو آثرت «5» أن أقاتل أحدًا من أهل القبلة لبدأت بقتالك، فإني تركته «6» لصلاح أمر الأمة وألفتها وحقن دمائها، فامسك معاوية، وبعث
__________
453- قارن بالطبري 1: 3310 وياقوت 2: 153 واليعقوبي 2: 257 وبعضه انظر فيه ابن الأثير 3: 290، 344 (وفيه الشعر) وانظر أيضا الطبري 1: 3380، 2: 10 والدينوري: 223 وياقوت 2: 153 وابن كثير 8: 22، وقوله: «وكان الحسن بن علي ... إلخ» انظر فيه الكامل: 240 والعقد 1: 216
__________
(1) س: الكلابي.
(2) ط س: الاسحقي.
(3) س: نشط، ط: تشك.
(4) فقالوا صدقت: زيادة من ط م.
(5) س: أشرت.
(6) ابن الأثير: تركتك.

الصفحة 163