كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

فَقَالَ: عَزَّ وَاللَّهِ عَلَيَّ، لَوْ عَلِمْتُ بِمَكَانِهِ لَكُنْتُ إِلَى صِلَتِهِ أَسْرَعَ مِنَ الْمَاءِ إِلَى قَرَارِهِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ مَالا وَقَضَى حَوَائِجَهُ.
82- وقال هشام بْن عمار، قَالَ مُعَاوِيَةُ لعمرو بْن العاص: من للعراق؟ قَالَ:
رجل رفيق لا يهمطهم «1» فِي الجباية ولا يعنف عليهم فِي الرعاية، يحلب فيهم حلب الشاة العزوز «2» ، يعني الضيقة الإحليل.
83- الْمَدَائِنِيّ قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: إني لأرفع نفسي عَنْ أن يكون ذنب أعظم من عفوي، وجهل أكبر من حلمي، وعورة لا أواريها بستري، وإساءة أكبر من إحساني.
84- وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَبِيهِ «3» قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: أَنَا أَعْرِفُ أَغْلَى شَيْءٍ فِي السُّوقِ وَأَرْخَصَهُ، أَعْلَمُ أَنَّ الْجَيِّدَ رَخِيصٌ وَالرَّدِيءَ غَالٍ.
85- قالوا: وقدم زياد على مُعَاوِيَة فَقَالَ مضحك لِمُعَاوِيَةَ: ألا أمازح زيادًا؟
قَالَ: شأنك، فَقَالَ: يا أبا المغيرة أيسرك «4» أنك من الحور العين، فَقَالَ: مه، كل ما دخلت به الجنة فحسن، ويقال: إن زيادًا افتدى جوابه بعشرة آلاف درهم.
86- عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوَانَةَ قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ لِزُرْعَةَ بْنِ ضَمْرَةَ الْهِلالِيِّ: مَا أَنْزَلَكَ «5» بَيْنَ هَذَيْنِ الْجُفَّيْنِ «6» ؟ قَالَ: إِنَّ لَنَا وَلَهُمْ مَثَلا يَا أَمِيرَ
__________
82- قارن برقم: 100 في ما يلي، وفي العزوز انظر اللسان والنهاية (عزز) 83- الطبري 2: 212 وابن الأثير 4: 8 وعيون الاخبار 1: 283 والمجتنى: 42 (منسوبا لعلي فيه) وألف باء 1: 465 وربيع الأبرار: 103/ أوالمستطرف 1: 261 وأربع رسائل للثعالبي: 16 والتمثيل والمحاضرة: 133 وسراج الملوك: 141 وابن كثير 8: 135 ونهاية الأرب 6: 8 وسير الذهبي 3: 102 وديوان المعاني 1: 134 والحيدة (دمشق: 1964) : 160.
85- ابن عساكر 5: 467
__________
(1) همط: ظلم.
(2) م: الغزور.
(3) س: أمية.
(4) ط م وابن عساكر: أبشرك.
(5) م: أنزاك.
(6) هما قبيلتا ربيعة ومضر، أو بكر وتميم.

الصفحة 25