كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

الْمُؤْمِنِينَ، نَحْنُ كَالأَيْرِ أَيْرٌ «1» شَدِيدٌ صَادَفَ اسْكَتَيْنِ خَوَّارَتَيْنِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لا يَلْبَثَانِ حَتَّى يَمُصَّا مَاءَهُ وَيَلِينَا مِنْهُ مَا اشْتَدَّ «2» وَاسْبَطَرَ.
87- وقال مُعَاوِيَة للأحنف: يا أبا بحر ما المروة «3» ؟ قَالَ: الفقه فِي الدين والعفاف وبر الوالدين، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هو ذاك.
88- حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنِ الْوَلِيدِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ: الْعِيَالُ أَرَضَةُ الْمَالِ، يَذْهَبُ الْمَالُ وَيَبْقَى الْعِيَالُ، وَمَا فِي الأَرْضِ تَبْذِيرٌ إِلا إِلَى جَانِبِهِ حَقٌّ مُضَاعٌ «4» .
89- وقال هشام حَدَّثَنِي شيخ لنا قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ ليزيد: يا بني اتخذ المعروف عند ذوي الأحساب لتستميل به مودتهم وتعظم به فِي أعينهم وتكف به عنك عاديتهم، وإيّاك والمنع فإنه مفسدة للمروة «5» وإزراء بالشريف.
90- الْمَدَائِنِيّ قَالَ: دخل أبو الأسود الدؤلي على مُعَاوِيَة فإنه ليحدثه إذ حبق، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين أنا عائذ باللَّه وبسترك، ثم خرج ودخل عمرو بْن العاص فحدثه، وبلغ ذلك أبا الأسود فأتاه فَقَالَ: يا مُعَاوِيَة إن الذي كان مني قد كان مثله منك ومن أبيك، وإن من لم يؤتمن على ضرطة لجدير ألا يؤتمن على أمر الأمة.
91- الْمَدَائِنِيّ قَالَ: سمع مُعَاوِيَة غناء سائب خاثر عند يزيد بْن مُعَاوِيَة فلما
__________
87- ابن عساكر 7: 19 (الضحاك بن قيس بن معاوية) وقارن بما يلي رقم: 213 88- عيون الأخبار 1: 245 وأربع رسائل: 4 ومحاضرات الراغب 1: 238 والميداني 2: 21 والبصائر 1: 228 وربيع الأبرار: 351/ أ، وانظر أيضا العيون 1: 332 والبيان 3: 267 90- الأغاني 2: 314 ومحاضرات الراغب 2: 125 وروض الاخيار: 257 91- الأغاني 8: 326 والكامل 2: 258 وربيع الأبرار: 95/ أ، وانظر العقد 6: 49 ونهاية الأرب 4: 238
__________
(1) أير: سقطت من م.
(2) س: استدّ.
(3) م: المروءة.
(4) العيون: حق مضيع.
(5) ط: للمروءة.

الصفحة 26