كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

131- المدائني عن عبد الله بن فائد قال: تَمَضْمَضَ مُعَاوِيَةُ يَوْمًا فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ فَاسْتَرْجَعَ، وَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنَا أَنَّهَا كَانَتْ بِغَيْرِكَ لِعِظَمِ الأَجْرِ لَكَ، وَمَا بَلَغَ رَجُلٌ مَبْلَغَكَ مِنَ السِّنِّ إِلا زَايَلَهُ بَعْضُ مَا كَانَ مُشْتَدًّا «1» مِنْهُ.
132- الْمَدَائِنِيُّ عَنِ الْوَقَّاصِيِّ قَالَ: قَدِمَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ:
بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنْتَقِصُنِي، فَمَاذَا نَقِمْتَ فِيهِ عَلَيَّ؟ هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي أُقَاتِلُ عَدُوَّ الْمُسْلِمِينَ وَأَجْبِي فَيْئَهُمْ وَأُعْنَى «2» بِأُمُورِهِمْ وَأَصِلُ وَافِدَهُمْ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فَنَشَدْتُكَ اللَّهَ أَتُذْنِبُ؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا جَعَلَكَ أَحَقُّ بِرَجَاءِ الْمَغْفِرَةِ مِنِّي؟ قَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
133- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ قَوْلُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ إِنِّي لَمْ أُشْرِكْ فِي دَمِ عُثْمَانَ فَقَالَ: بَلَى لَقَدْ شَرَكَ فِي دَمِهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدَ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ: الرَّجُلُ كَانَ أَعْلَمَ بِنَفْسِهِ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنْتَ أَيْضًا قَدْ شَرَكْتَ فِي دَمِهِ بِطَعْنِكَ عَلَيْهِ وَخُذْلانِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَنْهَى عُثْمَانَ عَمَّا قِيلَ فِيهِ وَكُنْتَ تَأْمُرُهُ بِهِ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الأَمْرُ وَالْتَقَتْ حَلَقَتَا الْبِطَانِ كَتَبَ إِلَيْكَ يَسْتَنْصِرُكَ، فَأَبْطَأْتَ عَنْهُ حَتَّى قُتِلَ.
134- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَامِلُ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِصْرِ مِنَ الأَمْصَارِ «3» إِذَا أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ يَكْتُبْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟
فَكَتَبَ إِلَيْهِ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، وَيُقَالُ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ، كِتَابًا لَطِيفًا وَرَمَى بِهِ في الكتب وكان فيه:
__________
131- في سقوط ثنايا معاوية أو مقاديمه انظر البيان 1: 60، 2: 341 ولم يتكلم على منبر في جماعة منذ سقطت ثناياه في الطست، والذي خاطبه هو يزيد بن معن السلمي، وانظر عيون الأخبار 3: 52 وربيع الأبرار: 177 ب.
132- قارن بما في تاريخ بغداد 1: 208 ومصنف عبد الرزاق 11: 344- 345 ومنها نصّ مسهب في تاريخ الاسلام 3: 80 وسير الذهبي 3: 100 133- سيرد فيما يلي رقم: 290، وقول حذيفة رقم: 1487 واتهام معاوية بالتباطؤ في نصرة عثمان سيرد رقم: 300، 315 134- الطبري 2: 213 وانظر ابن كثير 8: 141، والأشطار في الوحشيات رقم 251 منسوبة لعبدة بن الطبيب، وحلية الأولياء 4: 184 وابن يعيش: 699 والعقد 3: 426 وأدب الدنيا والدين: 94 ومعجم الأدباء 6: 86 وجمهرة العسكري 2: 246 (وفي كلها دون نسبة) .
__________
(1) س: مستبدا.
(2) م: وأعتني.
(3) الطبري: على المدينة.

الصفحة 36