كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)
كنّا لحرب «1» صَالِحًا ذَاتُ بَيْنِنَا ... جَمِيعًا فَأَمْسَتْ «2» فَرَّقَتْ بَيْنَنَا هند
فإن تك هِنْدٌ لَمْ تَلِدْنِي فَإِنَّنِي ... لِبَيْضَاءَ يُنَمِّيهَا غَطَارِفَةٌ مُجدُّ
أَبُوهَا أَبُو الأَضْيَافِ فِي كُلِّ شِتْوَةٍ ... وَمَأْوَى ضِعَافٍ قَدْ أَضَرَّ بِهَا الْجَهْدُ
146- الْمَدَائِنِيُّ عن سحيم بْن حَفْص قَالَ، قَالَ معاوية: إِذَا ذَهَبَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ الْوَرَعُ، وَإِذَا ذَهَبَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ذَهَبَ الْحِلْمُ.
147- حَدَّثَنِي هشام بن عمّار حدثنا صدقة عن زيد بْنِ وَاقِدٍ قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: أَفْضَلُ مَا أعطيه الرجل العقل والحلم، فإن ذكّر ذُكِّر، وَإِنْ أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِنِ ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِنْ غَضِبَ كَظَمَ، وَإِنْ قَدَرَ غَفَرَ، وَإِنْ أَسَاءَ اسْتَغْفَرَ، وَإِنْ وَعَظَ ازْدَجَرَ «3» .
148- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مَسْلَمَةَ وَغَيْرِهِ قَالُوا، قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا بَلَغَ مِنْ دَهْيِكَ «4» ؟ قَالَ: لَمْ أَدْخُلْ فِي أَمْرٍ قَطُّ إِلا خَرَجْتُ مِنْهُ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: لَكِنِّي لَمْ أَدْخُلْ فِي أَمْرٍ قَطُّ فَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ مِنْهُ.
149- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: أَكَلَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: لَقَدْ أَبْعَدْتَ النَّجْعَةَ «5» ، قَالَ: مَنْ أَجْدَبَ انْتَجَعَ.
150- الْمَدَائِنِيّ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِمُعَاوِيَةَ بْن حديج: ما جرأك على قتل محمد بْن أبي بَكْر؟ قَالَ: الذي جرأك على قتل حجر بْن عدي «6» ، أفتقتل حلماءنا وتلومنا على قتل سفهائكم؟!
__________
147- الطبري 2: 214 والمجتنى: 40 وزهر الآداب: 49 وابن كثير 8: 141 148- العقد 2: 242 وعيون الأخبار 1: 280 ومحاضرات الراغب 1: 8 149- البيان 2: 181 والبخلاء: 137 والمحاسن والمساوئ: 486 والميداني 2: 184 ومحاضرات الراغب 1: 301 150- البيان 2: 108 وسيرد في رقم: 704
__________
(1) المصعب: لصخر.
(2) مختصر الجمهرة: فأضحت.
(3) الطبري والمجتنى: وان وعد أنجز.
(4) العيون: دهائك.
(5) البيان والميداني: لقد انتجعت من بعيد.
(6) معاوية بن حديج وحجر بن عديّ كلاهما من قبيلة كندة.
الصفحة 40