كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)
بَنِي زِيَاد أتوني فَقَالُوا: إنك إِن قاتلتهم فظهروا عليك لَمْ يبقوا منا أحدًا إلا قتلوه، وإن تركتهم تغيب الرجل منا عِنْدَ أخواله «1» وأصهاره وخلطائه، فلم أقاتل، وقلت: ليتني أخرجت أهل السجن فضربت أعناقهم، فأما إذ فاتت هاتان فليتني أقدم الشام وَلَمْ يبرموا شيئًا فأكون معهم فيما يبرمون، قَالَ: وبينا هُوَ يسير إذ عرض لَهُ فارس بيده رمح، فَقَالَ:
لا وألت إِن وألت، فَقَالَ: أوما هو خير لَك، ألف دِينَار، فركن إِلَيْهَا، فشددنا عَلَيْهِ فأخذناه، فَقَالَ لَهُ ابْن زِيَاد: لا ترع فكان دليلنا حَتَّى وردنا الشام، فَقَالَ الرجل: عهدنا بابن زِيَاد يأكل فِي كُل يَوْم أكلات أولها عناق أَوْ جدي يتخير لَهُ «2» ، فكان يأكل وَهُوَ يريد الشام أقل مِمَّا يأكله أحدنا وَيَقُول: الأكل مَعَ الأمر والسرور.
1061- وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ يُونُس بْن حبيب: لما قتلوا مسعودًا وهرب ابْن زِيَاد إِلَى الشام أقبلت فعمة ابنه مَسْعُود وَقَدْ ركبت دابة موكفة وولت وجهها قبل ذنبها وسدلت شعرها وتجلببت مسحا ومعها نادبة تقول:
مَسْعُود من يقتل بك ... أحنف لا نعطى «3» بك
ثُمَّ أتت مالكًا وَهُوَ واقف فِي سكة المربد وَقَدْ رجع من تحريق دور بَنِي العدوية فَقَالَ:
ارجعي، فقالت: لا أو أتى برأس الأحنف، فأتوها برأس من رؤوس القتلى ضخم فأزمت بأنفه عضّا وغمست اطراف كميها فِي دم لغاديده ثُمَّ انصرفت إِلَى رحلها، فتزوجت بَعْد.
1062- قَالَ: وأتى دار مَالِك قوم من مضر وحرقوا عَلَيْهِ، فَقَالَ (883) غطفان ابن أنيف الكعبي في ذلك:
__________
1061- النقائض: 115 1062- النقائض: 735 والطبري 2: 456 وانظر ابن الأثير 4: 114 والأشطار 1- 3، 5، 8 في ما يلي ف: 1192 والشطران 8، 9 في الطبري والنقائض والاصابة 1: 117
__________
(1) ط م س: اخوانه.
(2) راجع ف: 1021 في مبلغ ما كان يأكله ابن زياد.
(3) م س: يعطى (والياء غير معجمة في ط) .
الصفحة 411