كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

فهبها «1» أمة هلكت «2» ضياعا ... يزيد يسوسها «3» وأبو يزيد
فهلم ندعو اللَّه عليه.
198- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: حَجَّ مُعَاوِيَةُ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّدْمِ «4» ، أَخَذَ الْحُسَيْنُ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ فَأَنَاخَ بِهِ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ سَارَّهُ طَوِيلا ثُمَّ انْصَرَفَ، وَزَجَرَ مُعَاوِيَةُ رَاحِلَتَهُ وَسَارَ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: يُنِيخُ بِكَ الْحُسَيْنُ وَتَكُفُّ عَنْهُ وَهُوَ ابن (علي بن) أَبِي طَالِبٍ وَتُسْرِعُهُ عَلَى مَا تَعْلَمُ، فَقَالَ معاوية: دعني من عليّ فو الله مَا فَارَقَنِي حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِي، وَلَوْ قَتَلَنِي مَا أَفْلَحْتُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ مِنْ بَنِي هاشم ليوما عصيبا.
199- حَدَّثَنِي الْحِرْمَازِيُّ عَنْ جَهْمِ «5» بْنِ حَسَّانَ قَالَ: أَخْبَرَتْ رَمْلَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ امْرَأَةُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَبَاهَا بِقَوْلٍ قَالَهُ مَرْوَانُ لِزَوْجِهَا فَكَتَبَ إِلَيْهِ: يَا مَرْوَانُ سَمِعْتُ رَسُولَ [اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «6» : إِذَا بَلَغَ وَلَدُ الْحَكَمِ ثَلاثِينَ رَجُلا اتَّخَذُوا مَالَ اللَّهِ دُولا وَدِينَ اللَّهِ دَخَلا وَعِبَادَ اللَّهِ خَوَلا، فَكَتَبَ] إِلَيْهِ مَرْوَانُ: فَإِنِّي أَبُو عَشْرَةٍ وَأَخُو عَشْرَةٍ وَعَمُّ عَشْرَة وَالسَّلامُ.
200- الْمَدَائِنِيّ عَنْ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: دَعَا مُعَاوِيَةُ بِجَارِيَةٍ لَهُ خُرَاسَانِيَّةٍ فَخَلا بِهَا، وَعَرَضَتْ لَهُ وَصِيفَةٌ مُوَلَّدَةٌ فَتَرَكَ الْخُرَاسَانِيَّةَ وَخَلا بِالْوَصِيفَةِ فَنَالَ مِنْهَا وَخَرَجَ، فَقَالَ لِلْخُرَاسَانِيَّةِ: مَا اسْمُ الأَسَدِ بِالْفَارِسِيَّةِ؟ فَقَالَتْ: كفتار، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا الْكفتار، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَدْرِي مَا الكفتار؟ قَالَ: نَعَمُ الأَسَدُ، قَالُوا: لا وَلَكِنَّهُ الضَّبُعُ الْعَرْجَاءُ، فَقَالَ: مَا لَهَا للَّهِ دَرُّهَا مَا أَسْرَعَ مَا أدركت بثأرها.
__________
198- انظر سير الذهبي 3: 198 199- انظر ما يلي رقم: 342 وابن حنبل 3: 80 والمستدرك 4: 479 وشرح النهج 2: 56 واللسان (دخل) والكنز 11: 148- 149، 349- 354 وتاريخ الاسلام 3: 73 وسير الذهبي 3: 315 وانظر ما تقدم رقم: 165 والأغاني 12: 74 وصبح الأعشى 1: 441 200- ربيع الأبرار: 420/ أوالحيوان 6: 452
__________
(1) اكثر المصادر: فهبنا.
(2) وكيع: ذهبت.
(3) السمط ووكيع: أميرها.
(4) الردم: بجوار مكة (ياقوت 2: 773) .
(5) ط س: جهيم.
(6) في هذا القول روايات مختلفة في المصادر.

الصفحة 58