كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 5)

266- المدائني عَن عَبْد اللَّهِ بْن سَلْم الفهري عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِرَجُلٍ: هَلْ تَذْكُرُ أَبَا سُفْيَانَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ أَذْكُرُهُ وَقَدْ تَزَوَّجَ هِنْدًا، فَأَطْعَمَنَا فِي أَوَّلِ يَوْمٍ لَحْمَ جَزُورٍ وَسَقَانَا خَمْرًا، وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي لَحْمَ غَنَمٍ وَسَقَانَا نَبِيذَ زَبِيبٍ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَحْمَ طَيْرٍ وَسَقَانَا نَبِيذَ عَسَلٍ، (726) وَإِنْ كَانَتْ لَذَّاتُ أَزْوَاجٍ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كِرَامٍ.
267- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الأَشَجِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجَ عَبْدُ الْمَلَكِ وَمَعَهُ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، فَوَقَفَ عَلَى رَاهِبٍ، فَذَكَرَ الرَّاهِبُ مُعَاوِيَةَ فَأَطْرَاهُ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِنَافِعٍ: لَشَدَّ مَا أَطْرَى هَذَا الرَّاهِبُ ابْنَ هِنْدٍ، فَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلا، أَصْمَتَهُ الْحِلْمُ وَأَنْطَقَهُ الْعِلْمُ، بِجَأْشٍ رَبِيطٍ، وَكَفٍّ نَدِيَّةٍ.
268- الْمَدَائِنِيُّ «1» قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ فَتَلَقَّاهُ بَعْضُ سُودَانِهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ وَجْهَكَ وَجْهَ هِنْدٍ، قَالَ: وَأَيْنَ رَأَيْتَهَا؟ قَالَ: فِي مَأْتَمِ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ كَانَتْ لَكَرِيمَةَ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ.
269- قَالَ ابن دأب: خرج نابغة بني جعدة إلى صفين مع علي، فساق به يومًا فَقَالَ:
قد علم المصران والعراق ... أن عليًا فحلها العتاق
أبيض جحجاح له رفاق ... إن الألى جاروك لا أفاقوا
لكم سياق ولهم سياق
فلما قدم مُعَاوِيَة الكوفة قام النابغة بين يديه فَقَالَ:
ألم تأت أهل المشرقين رسالتي ... وإني «2» نصيح لا يبيت على عتب
__________
267- انظر ما يلي رقم: 352، 354 269- الأغاني 5: 26 وانظر العقد 5: 9 وابن الأثير 3: 231 وديوان النابغة 133- 134 والبيتان 4، 5 في الديوان: 153 وانظر ما يلي رقم: 587 والبيتان «من راكب ... إلخ» في طبقات الجمحي: 130 والخزانة 1: 514 وديوان النابغة: 11
__________
(1) كل الفقرة 268 ساقط من م.
(2) الأغاني والديوان: وأيّ.

الصفحة 82