كتاب بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (اسم الجزء: 5)
اعْلَم أَن الَّذِي تقدم ذكره فِي الْبَابَيْنِ اللَّذين قبل هَذَا، إِنَّمَا كَانَ مَا قضى عَلَيْهِ بِالصِّحَّةِ، لِأَنَّهُ سكت عَنهُ حَسْبَمَا أخبر عَن نَفسه فِي صدر كِتَابه.
وانقسم إِلَى مَا ذكره من عِنْد الصَّحَابِيّ فَقَط، وَإِلَى مَا ذكره بِقِطْعَة من إِسْنَاده أَو بِإِسْنَادِهِ.
وَإِن كَانَ قد ذكرت من هَذَا الْقسم مَا يغلب على الظَّن أَنه تَبرأ من عهدته حَسْبَمَا قد تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ. فَأَما هَذَا الْبَاب فَإِنَّمَا مضمنه أَحَادِيث أتبعهَا مِنْهُ كلَاما يقْضِي ظَاهره بِأَنَّهَا صَحِيحَة وَلَيْسَت بصحيحة، وَيُمكن فِي كَلَامه التَّأْوِيل [ ... .]
(2369) [فَمن ذَلِك مَا ذكر من طَرِيق عَليّ بن عبد الْعَزِيز فِي الْمُنْتَخب، من] رِوَايَة يحيى بن يمَان، عَن سُفْيَان، عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر، عَن أَبِيه، عَن مَسْرُوق، عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله لم يضرّهُ مَعهَا خَطِيئَة، كَمَا لَو أشرك بِاللَّه لم تَنْفَعهُ مَعهَا حَسَنَة ".
ثمَّ قَالَ: هَكَذَا قَالَ يحيى بن الْيَمَان، وَيحيى بن الْيَمَان لَا يحْتَج بحَديثه،