كتاب بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (اسم الجزء: 5)

(2255) وَذكر من طَرِيقه أَيْضا، من حَدِيث آمِنَة بنت أبي الصَّلْت، عَن امْرَأَة من غفار، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أمرهَا أَن تجْعَل فِي المَاء الَّذِي غسلت بِهِ دم الْحيض ملحاً ".
هَكَذَا أوردهُ مُخْتَصرا وَسكت عَنهُ، إِلَّا أَنه أبرز من إِسْنَاده آمِنَة بنت أبي الصَّلْت، وَلم يتَقَدَّم لَهُ فِيهَا شَيْء، وَلَا يعرف لَهُ غير هَذَا، وَلَا هِيَ مَذْكُورَة فِي غَيره، وَهُوَ حَدِيث مطول سَاقه ابْن إِسْحَاق فِي سيره، وَمن طَرِيقه سَاق أَبُو دَاوُد هَذِه الْقطعَة المقتطعة مِنْهُ، وَزعم بَعضهم أَنَّهَا آمِنَة بنت الحكم، كَانَ الحكم اسْما لأبي الصَّلْت، وَأَنَّهَا أم سُلَيْمَان بن سحيم.
هَذَا قَالَه أَبُو الْوَلِيد بن الفرضي فِي كِتَابه، وَلم تجْعَل بِهَذَا كُله فِي حد من يحْتَج بروايته.
وَضبط اسْمهَا: آمِنَة بِأَلف مُطَوَّلَة، قبلهَا همزَة مَفْتُوحَة، وَمِيم مَكْسُورَة، بعْدهَا نون، وَكَذَلِكَ وَقع ذكرهَا فِي سير ابْن إِسْحَاق وَفِي كتاب أبي دَاوُد، وَخَالف فِي ضبط اسْمهَا أَبُو بكر بن ثَابت الْخَطِيب، فَقَالَ فِي كِتَابه تَلْخِيص الْمُتَشَابه: بَاب الْفرق بالتذكير والتأنيث مَعَ الِاتِّفَاق فِي الْحُرُوف

الصفحة 20