كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 5)

طرقه، وصححه الحاكم فذهل اهـ. لكن قال الهيثمى: رجال أحمد رجال الصحيح.
قلت: هذا افتيات على الحفاظ، وغض من قدرهم وحط من مقامهم، لاسيما الحافظ ابن حجر فإنه من كبرهم حفظا وأشدهم إتقانا وأوسعهم اطلاعا، فإذا كان الحافظ الهيثمى يقول ذلك فمعناه أن الحافظ ما عرف ذلك الطريق الذي رجاله رجال الصحيح، أو رمى حكمه على ضعف طرقه جزافا من غير ضبط ولا تحقيق، أو يكون الحافظ نور الدين غير صادق فيما حكم به من كون رجال أحمد رجال الصحيح، وليس شيء من ذلك واقعا، إنما الشارح عديم الأمانة والتحقيق لا يضبط قولا ولا يحقق نقلا، فأحمد ذكر هذا الحديث [1/ 317] من نحو أربع طرق أو خمسة في كل منها جابر الجعفى، ومع وجوده لا يمكن أن يقول الحافظ الهيثمى: رجاله رجال الصحيح، إنما أورد حديث الباب بلفظ [8/ 264]: "كتب على الفجر ولم يكتب عليكم"، ثم قال: وفي رواية: "أمرت بركعتى الضحى ولم تؤمروا بها، وأمرت بالضحى ولم تكتب"، ثم قال: وفي رواية: "ثلاث هن على فرائض، وهن لكم تطوع: الوتر، والفجر، وصلاة الضحى"، وفي رواية: "أمرت بركعتى الضحى والوتر ولم تكتب"، رواه كله أحمد بأسانيد، والبزار بنحوه باختصار، والطبرانى في الكبير والأوسط، وفي "ثلاث هن فرائض" أبو خباب الكلبى وهو مدلس، وبقية رجالها عند أحمد رجال الصحيح، وفي بقية أسانيدها جابر الجعفى وهو ضعيف اهـ.
فأين هذا مما نقله عنه الشارح؟!.

الصفحة 18