كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 5)
يشك في كونه أحد الباقين أيضًا فمن كان جاهلا بالرجال فمثل هذا وإلا فلا يكن.
3109/ 8067 - "مَا مِن عبدٍ مسلمٍ إلَّا لهُ بابانِ في السماء: بابٌ ينزِلُ منهُ رزقهُ وبابٌ يدخلُ فيه عَملهُ وكلامهُ فإذا فقدَاه بَكَيَا عليهِ".
(ع. حل) عن أنس
قال في الكبير: وقال أبو نعيم: لا أعرفه مرفوعًا إلا من حديث يزيد الرقاشى وعنه موسى بن عبيدة اهـ. فظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه، بل بقيته وتلى هذه الآية: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ}، فذكر أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملا صالحا يبكى عليهم ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فيفقدهم فيبكى عليهم.
قلت: فيه أمران: أحدهما: أن ما نقله عن أبي نعيم من قوله: وعنه موسى بن عبيدة غير موجود في نسختنا، ويرده أيضًا كون أبي نعيم رواه في موضع آخر من غير طريق موسى بن عبيدة، فقال [3/ 53]:
حدثنا سليمان بن أحمد هو الطبرانى ثنا محمد بن عبد اللَّه بن غرس (¬1) المصرى ثنا ميمون بن كليب ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ثنا صفوان بن سليم عن يزيد بن أبيان عن أنس به.
ثم قال: رواه موسى بن عبيدة الربذى عن يزيد الرقاشى مثله اهـ.
فكيف يقول إنه لا يعلمه إلا من رواية الربذى عن الرقاشى؟!.
ثانيهما: قوله: وظاهر صنيعه أن هذا هو الحديث بتمامه. . . إلخ باطل، فإن تلك البقية ما عدا ذكر الآية ليست من تمام الحديث، بل هي مدرجة من
¬__________
(¬1) في المطبوع من الحلية: ابن عرس، بالعين المهملة.