كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 5)

2557/ 6366 - "كُلُّ نفقةٍ ينفقُها المسلمُ يؤجرُ فيها: على نفسِهِ، وعَلَى عيالِهِ، وعلى صديقِهِ، وعلى بهيمته، إلا في بناءٍ إلا بناءَ مسجدٍ يَبْتَغِى به وجهَ اللَّهِ".
(هب) عن إبراهيم مرسلا
قال الشارح: وهو مع إرساله منكر.
وقال في الكبير: فيه على بن الجعد أورده الذهبى في الضعفاء وقال: متقن فيه تجهم، وقيس بن الربيع قال الذهبى: تابعى له حديث منكر.
قلت: هذا الرجل مصيبة ابتلى اللَّه بها الحديث ورجاله، فهو أبعد الناس من معرفته، وأجهلهم على الاطلاق برجاله، تسلط على ذلك بجهله، فصار يأتى بالعجائب والدواهى.
أول ذلك: أن على بن الجعد ثقة ثبت حافظ مشهور من رجال البخارى، يجل قدره عن أن يعلل به حديث مثل هذا، وكونه فيه تجهم لا دخل له في التعليل، فأكثر رجال الصحيح الثقات الأثبات لاسيما المتقدمين منهم ملموزون بمثل هذه البدع، فلو ردت أحاديثهم لما ثبت أو كاد يثبت في الدنيا حديث.
الثانى: أن قيس بن الربيع المذكور في السند هو شيخ على بن الجعد وهو قيس ابن الربيع الأسدى الكوفى، أحد المشاهير المختلف فيهم وهو ليس بتابعى، بل هو يروى عن التابعين مات سنة خمس، وقيل: ست، وقيل: سبع، وقيل: ثمان وستين ومائة، وأما قيس بن الربيع الذي قال فيه الذهبى: له حديث منكر فهو آخر كبر من هذا، قال فيه الذهبى: لا يكاد يعرف عداده في التابعين له حديث أنكر عليه اهـ.
هكذا هو نص الذهبى، وقد غيره الشارح إلى ما ترى لقلة فهمه وعدم أمانته.
الثالث أن الذهبى قال: له حديث أنكر عليه فجزم الشارح بأنه هو هذا الحديث

الصفحة 78