كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 5)

قال في الكبير: والذي وقفت عليه لابن السنى والديلمى ليس على هذا السياق، بل سياقه بعد قوله هي التين: "وينفع من النقرس" اهـ.
قلت: كذب، واللَّه ما رأى الطب لابن السنى بعينه وإنما رأى الديلمى أسنده من طريقه، ثم إنه لو قال الذي رأيته في مسند الفردوس من طريق ابن السنى بدون ذكر "البواسير" لكان صادقا في حكايته غير مهول بقوله: ليس على هذا السياق، فإنه لم يأت بسياق آخر وإنما حذف ذكر "البواسير" فقط، ولكنه يأتى بمثل هذا للتهويل وتعظيم الأمر على المصنف.

2569/ 6394 - "كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرِّيقِ؛ فإِنَّه يَقْتلُ الدُّودَ".
أبو بكر في الغيلانيات (فر) عن ابن عباس.
قال في الكبير: وفيه أبو بكر الشافعى، قال في الميزان: شيخ للحاكم متهم بالوضع، وعصمة بن محمد قال في الضعفاء: تركوه، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات.
قلت: الشارح جاهل كذاب فأبو بكر الشافعى هو مخرج الحديث وهو ثقة إمام جليل ما حام الضعف حوله ولا ذكره الذهبى في الميزان، ولا توجد في الميزان ترجمة لرجل اسمه أبو بكر الشافعى أصلا، ولا قال الذهبى عنه: شيخ للحاكم متهم بالوضع أصلا، فلا أدرى كيف يجترئ هذا الكذاب على كتب الحديث وأهله؟
وأبو بكر الشافعى ذكره الذهبى في تذكرة الحفاظ وحلَّاه بالإمام الحجة المفيد محدث العراق، ثم نقل عن الخطيب أنه قال: كان ثقة ثبتا حسن التصانيف، وسئل عنه الدارقطنى فقال: ثقة مأمون جبل ما كان في ذلك الوقت أحد أوثق منه، وقال مرة أخرى: هو الثقة المأمون الذي لم يغمز اهـ.
فانظر لهذا الكذاب ما أجرأه على أهل الكذب وعلى أهل الحديث.

الصفحة 86