كتاب تفسير الثعالبي = الجواهر الحسان في تفسير القرآن (اسم الجزء: 5)

عطاء بن يَسَارٍ: الحمدُ للَّهِ الَّذِي قَال: عَنْ صَلاتِهِمْ وَلَمْ يَقُلْ: في صَلاَتِهِمْ «1» .
وقوله تعالى: الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ بيانُ أنَّ صلاةَ هؤلاءِ لَيْسَتْ للَّهِ تعالى بإيمانٍ، وإنَّمَا هي رياءٌ للبشر، فلاَ قَبُولَ لها.
وقوله تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ وصفٌ لهم بِقِلَّةِ النفعِ لعبادِ اللَّهِ، وتلكَ شَرُّ خِصْلَةٍ، وقال عليٌّ وابن عمر: الْماعُونَ: الزكاة «2» ، وقَالَ ابنُ مسعودٍ وابن عباس وجماعة: هُو مَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ كَالفَأْسِ، والدَّلْوِ، والآنِيَةِ، والمقَصِّ ونحوه «3» ، وسئل النبي صلّى الله عليه وسلّم: مَا الشَّيْءُ الَّذِي لاَ يَحِلُّ مَنْعُهُ فَقَالَ: المَاءُ وَالنَّارُ، والمِلْحُ، ورَوَتْهُ عَائِشَةُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، وفي بَعْضِ الطُّرُقِ زيادَة الإبْرَةِ، والخَمِيرِ، قال البخاريُّ:
المَاعُونُ: المعروفُ كلُّه، وقال بعضُ العربِ: الماعونُ: الماءُ، وقال عكرمةُ: أعلاه الزكاةُ المفروضة، وأدناه عاريّة المتاع، انتهى «4» .
__________
(1) أخرجه الطبري (12/ 708) ، (38056) ، وذكره ابن عطية (5/ 527) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 683) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 555) .
(2) أخرجه الطبري (12/ 710) عن علي برقم: (38072) ، وعن ابن عمر برقم: (38073) ، وذكره البغوي (4/ 532) ، وابن عطية (5/ 528) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 685) ، وعزاه للفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم، والبيهقي في «سننه» .
(3) أخرجه الطبري (12/ 710) ، (38077) ، عن ابن مسعود، وعن ابن عبّاس برقم: (38115) ، وذكره البغوي (4/ 532) ، وابن عطية (5/ 528) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 684) ، وعزاه للطبراني عن ابن مسعود.
(4) ذكره البغوي (4/ 532) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 556) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 685) ، وعزاه لابن أبي حاتم عن عكرمة.

الصفحة 631