كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 5)

(فينتقم الله منه) وعليه في ذلك الكفارة وعن الحسن وسعيد بن جبير وابراهيم النخعي يحكم عليه كلما اصاب
- جماع أبواب جزاء الصيد
باب جزاء الصيد بمثله من النعم يحكم به ذوا عدل من المسلمين
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله بن احمد الاديب البسطامى قرائة عليه بخسروجرد أنبأ أبو أحمد محمد بن احمد بن الغطريف اخبرني هارون بن يوسف ثنا ابن أبى عمر ثنا سفيان ثنا عبد الملك هو ابن عمير سمع قبيصة بن جابر الاسدي قال خرجنا حجاجا فكثر مراؤنا ونحن محرمون ايهما اسرع شدا الظبى ام الفرس فبينما نحن كذلك إذ سنح لنا ظبى والسنوح هكذا يقول مريجز عنا عن الشمال قاله هارون بالتشديد فرماه رجل منا بحجر فما اخطأ خششاءه فركب ردعه فقتله فاسقط في ايدينا فلما قدمنا مكة انطلقنا إلى عمر رضى الله عنه بمنى فدخلت انا وصاحب الظبى على عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فذكر له امر الظبى الذى قتل وربما وقال فتقدمت إليه انا وصاحب الظبى فقص عليه القصة فقال عمر رضى الله عنه عمدا اصبته ام خطأ وربما قال فسأله عمر رضى الله عنه كيف قتلته عمدا ام خطأ فقال لقد تعمدت رميه وما اردت قتله زاد رجل فقال (1) عمر رضى الله عنه لقد شرك العمد الخطأ ثم اجتنح إلى رجل والله لكأن وجهه قلب يعنى فضة وربما قال ثم التفت إلى رجل إلى جنبه فكلمة ساعة ثم اقبل على صاحبي فقال له خذ شاة من الغنم فأهرق دمها وأطعم لحمها وربما قال فتصدق بلحمها وأسق اهابها سقاء افلما خرجنا من عنده اقبلت على الرجل فقلت ايهما المستفتى عمر بن الخطاب ان فتيا ابن الخطاب لن تغنى عنك من الله شيئا والله ما علم عمر حتى سأل الذى إلى جنبه فانحر راحلتك فتصدق بها وعظم شعائر الله قال فنما هذا ذوالعويئتين إليه وربما قال فانطلق ذو العوينتين (2) إلى عمر فنماها إليه وربما قال فما علمت بشئ والله ما شعرت الا به يضرب بالدرة على وقال مرة على صاحبي صفوقا صفوقا ثم قال قاتلك الله تعدى الفتيا وتقتل الحرام وتقول والله ما علم عمر حتى سأل الذى إلى جنبه اما تقرأ كتاب الله فان الله يقول (يحكم به ذوا عدل منكم) ثم اقبل على فاخذ بمجامع ردائي وربما قال ثوبي فقلت يا أمير المؤمنين انى لااحل لك منى امرا حرمه الله عليك فارسلني ثم اقبل على فقال انى اراك شابا فصيح اللسان فسيح الصدر وقد يكون في الرجل عشرة اخلاق تسع حسنة وربما قال صالحة وواحدة سيئة فيفسد الخلق السيئ التسع الصالحة فاتق طيرات الشباب - قال ابن أبى عمر قال سفيان وكان عبد الملك إذا حدث بهذا الحديث قال ما تركت منه الفا ولا واوا -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن على الصنعانى بمكة ثنا اسحاق بن ابراهيم الدبرى أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر الاسدي قال كنت محرما فرأيت ظبيا فرميته فاصبت خششاءه يعنى اصل قرنه فمات فوقع في نفسي من ذلك فأتيت عمر بن الخطاب رضى الله عنه اسأله فوجدت إلى جنبه رجلا ابيض رقيق الوجه وإذا هو عبد الرحمن بن عوف فسألت عمر فالتفت إلى عبد الرحمن فقال ترى شاة تكفيه قال نعم فأمرني ان اذبح شاة فلما قمنا
من عنده قال صاحب له ان أمير المؤمنين لم يحسن ان يفتيك حتى سأل الرجل فسمع عمر رضى الله عنه بعض كلامه فعلاه بالدرة ضربا ثم اقبل على ليضربني فقلت يا امير المؤمنين انى لم اقل شيئا انما هو قاله فتركني ثم قال اردت ان تقتل الحرام وتتعدى الفتيا ثم قال أمير المؤمنين ان في الانسان عشرة اخلاق تسعة حسنة وواحدة سيئة ويفسدها ذلك السيئ ثم قال واياك وعثرة الشباب
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيدالله بن معاذ ثنا أبى ثنا شعبة عن منصور عن أبى وائل قال حدثنى أبو حريز قال اصبت ظبيا وانا محرم فأتيت عمر رضى الله عنه فسألته فقال ائت رجلين من اخوانك فليحكما
__________
(1) كذا - (2) ذو العوينتين - الجاسوس - تاج (*)

الصفحة 181