كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 5)
هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى ابراهيم منطلقا فتبعته ام اسمعيل وقالت يا ابراهيم اين تذهب وتركنا بهذا الوادي الذى ليس فيه انيس ولا شئ قالت ذلك ثلاث مرات (1) وجعل لا يلتفت فقالت له آلله امرك بهذا قال نعم قالت إذا لا يضيعنا ثم رجعت وانطلق ابراهيم حتى إذا كان عند البيت حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات ورفع يديه وقال (رب انى اسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم) حتى بلغ (لعلهم يشكرون) فجعلت ام اسمعيل ترضع اسمعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها (2) وجاع وجعلت تنظر إليه يتلوى (3) أو قال يتلبط فانطلقت كراهية ان تنظر إليه فوجدت الصفا اقرب جبل في الارض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى احدا فلم تراحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت (4) سعى الانسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم اتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى احدا فلم تر احدا ففعلت ذلك سبع مرات قال النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك سعى الناس بينهما فلما اشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت ايضا فسمعت فقالت قد اسمعت ان كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث (5) بعقبه أو قال بجناهه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهى تفور بقدر ما تغرف قال قال ابن عباس فقال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله ام اسمعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا قال فشربت وارضعت ولدها وقال لها الملك لا تخافي من الضيعة فان هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وابوه فان الله لا يضيع اهله - وذكر الحديث بطوله رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق- باب من ترك شدة السعي في بطن المسيل ومشى
(أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح المحاربي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن على بن دحيم ثنا احمد بن حازم بن أبى غرزة
أنبأ أبو نعيم ثنا زهير عن عطاء بن السائب عن كثير بن جمهان ان رجلا قال لابن عمر في السعي بين الصفا والمروة اراك تمشى والناس يسعون قال ان امشى (6) فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى وان اسعى فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى وانا شيخ كبير
- باب الطواف راكبا
(أخبرنا) أبو على الروذبارى أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا احمد بن صالح ثنا ابن وهب
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب ثنا احمد بن سهل ومحمد بن اسمعيل قالا ثنا أبو الطاهر ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن - لفظ حديثهما سواء - رواه البخاري في الصحيح عن احمد بن صالح ورواه مسلم عن ابى الطاهر
- (أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الاديب أنبأ أبو بكر الاسماعيلي حدثنى احمد بن محمد بن عبد الكريم ثنا اسحاق بن شاهين ثنا خالد عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعير كلما أتى على الركن اشار إليه بشئ في يده وكبر - رواه البخاري في الصحيح عن اسحاق بن شاهين (ورواه) يزيد بن زريع عن خالد الحذاء وزاد فيه ثم قبله - (أخبرناه) هلال بن محمد الحفار أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا أبو الأشعث ثنا يزيد بن زريع فذكره بمعناه وبزيادته ثم قال يزيد يقبل ذلك الشئ الذى في يده (ورواه) يزيد بن أبى زياد عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكى فطاف بالبيت على راحلته كلما أتى على الركن استلمه بمحجن معه فلما فرغ يعنى من
__________
(1) مص - مرار (2) مد - ولدها (3) ر - يتلوى (4) ر - مص وسعت (5) مص ر - فيبحث (6) كذا - (*)
