كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 5)

فإن قلت: إن الرِّواية عنه صحيحة دون الأئمة، وإنك مختصٌّ بالإصابة دون الأمة، فهاتِ الأدلة الصَّحيحة على ذلك، وإلا فأنت هالكٌ متهالكٌ في سُلوك هذه (¬1) المسالك.
الإشكال السادس: أنَّ الأمة مجمعةٌ على إطلاق كثير من أسماء الله الحسنى وألفاظ القرآن الكريم مما (¬2) يحتمل مثل (¬3) استخراج المعترض لذلك الاحتمال الشنيع، والاستنباط البديع.
ومن أوضح ذلك مع كثرته (¬4): إطلاق الرحمن الرحيم على الله تعالى، وأنه واسع الرحمة، وخير الراحمين، وأرحم الراحمين على سبيل المدح له، والثناء عليه بذلك كما يُمدح بجميع ذلك في كتابه المبين، وكلامه (¬5) الحق اليقين، وكما (¬6) أن ذلك يحتمل في اللغة أن يُفسَّر بمثل رحمة المخلوق المؤلمة لقلبه، المُبكية لعينه، المُنَغِّصة لعيشه عند عجزه اللازمة لكثيرٍ من الآفات لنقصه، ولم يحتمل (¬7). من أطلقها (¬8) على الله على شيء من ذلك، لأن الله سبحانه يختصُّ من كل صفةٍ بمحاسنها دون مساوئها، كما أنه لما اتصف بالعلم (¬9)، لم يجُزْ عليه ما يجوزُ على المخلوق العالم من اكتساب العلم، وحدوثه، وتغيُّره، والشك فيه، والنِّسيان له، والتألم ببعضه، وسائر النقائص.
¬__________
(¬1) في (ش): تلك.
(¬2) في (ش): ما.
(¬3) ساقطة من (ب).
(¬4) في (ش): كثرة.
(¬5) في (ش): وكلام.
(¬6) في (ب): فكما.
(¬7) في (ب) و (ج) و (د): يحمل.
(¬8) في (ش): إطلاقها.
(¬9) في (ب) و (ش): بالعليم.

الصفحة 12