كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك (اسم الجزء: 5)

بن عبد الله المخزومي، وعمران بن بكّار، وابن النّطاح، ومحمد بن خالد. كتبنا عنه أمالينا. قال الفرغاني: كان أبوه من شيوخ القضاة بالعراق. وولي بها جليل الأعمال، كالبصرة وواسط. وحدث عنهم، وهم من أهل البيوتات ببغداد. قال الدارقطني، وأخوه نصر بن عبد الله بن نصر بن يحيى، يروى عن علي بن الجعد، وعاصم بن علي، وأبي بلال، قال الأمير فيه: كان ثقة ثبتاً. كان كثير السماع فاضلاً. بيته بيت جليل، في الحديث والقضاء. قال الفرغاني: كان أبو الطاهر مسنداً في الحديث، فقيهاً بمذهب مالك، ثبتاً أديباً، كاملاً، ذا قدر وجلالة وقدم في دولة بني العباس. وكان من شهود القاضي أبي الحسين بن حماد. وله به خاصة. ولاه القضاء بواسط فنكبه بها بحكم التركي. فتخلص بعد أن أشقى على الهلكة.
ولي قضاء لمدينة وعملها أيام المتقي، سنة تسع وعشرين. وقال الصولي: إنه لما ولي في هذه السنة قضاء مدينة المنصور، ببغداد، عند آل حماد، ثم لفظته العراق بأسباب الفتنة، بعد أن ولي جانبي بغداد، فخرج الى مصر، وولي قضاء دمشق، فاختلف عليه أهلها، فصرف. ثم ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، بعد الحصبي وابنه. ودخل جوهر غلام بني عبيد مصر، وهو قاضيها. فبقي على قضائها. قال الفرغاني: وكان حسن السيرة والعلم بالعربية، والآداب. قال القاضي أبو عبد الله بن الحداد: وكان محدث زمانه، وطال عمره.

الصفحة 267