كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك (اسم الجزء: 5)

وسمع من الشيوخ الذين كانوا في وقته: كأبي بكر بن عبد العزيز الأندلسي، المعروف بابن الجزار. وحبيب بن نصر، وأبي عمران البغدادي، وأحمد بن يزيد، وأبي الطاهر، ومحمد بن المنذر، والزبيري، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن معمر، وزيدان، وغيرهم. سمع منه حماد بن إلياس، وتفقه به أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله تعالى، وابن حارث، وغيرهم. وممن روى عنه زياد بن عبد الرحمن القروي، ومحمد بن الناظور، ودراس بن اسماعيل. ولم يذكر له رحلة ولا حجّ.

ذكر الثناء عليه وفضله ودينه
قال ابن حارث: وكان عنده حفظ كثير، وجمع للكتب. وله حظ وافر م نالفقه، والحفظ. شغله: إسماع الكتب عن التكلم في الفقه. وكانت مذاكرته تعسر، لم يشفع به لضيق في خلقه. وكان خلقه سيئاً. قال أبو العرب: وكان فقيهاً جليل القدر، عالماً باختلاف أهل المدينة، واجتماعهم، مهيباً مطاعاً. قال ابن حارث: وكان أولاً يكتب لابن الخشاب، إذ كان على مظالم القيروان. وكان الغالب على خلقه الحرج. وفي تعليق أبي عمر: أنه كان من أهل الحفظ، والضبط لكتبه، حافظاً. وذكره أبو بكر بن عبد الرحمن فأثنى عليه بالدين والورع والزهد. قال: وكان من الحفاظ المعدودين والفقهاء المبرزين. وذكر عن الابياني أنه قال: إنما انتفعت بصحبة ابن اللباد. ودرست معه عشرين سنة.

الصفحة 287