كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك (اسم الجزء: 5)

وكان يلبس ثياباً جليلة، وخفاً أسود. وإذا أتى موضعاً، جلس في أشرفه. وكان يحضر الاملاكات عند ولي الزوجة. ولا يحضرها عند الزوج، لسلوكه معه في خلط من يحضر الأزفة على رسمهم. صيانة للعلم. وكان من النظافة وعلاء الهمة، والنزاهة على غاية. وكان له نعل لبيت مائه. وأخرى لمشيه في داره، وأخرى يمشي بها الى مصلاه. قال الإجدابي: وإنما سلك أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله تعالى في هديه، وهمته، وسمته طريقته. وحكى أبو محمد بن أبي زيد وغيره عنه: أنه كان يذهب الى أن ينوي الإنسان في كل تطوع، ووصية يوصي بها، وصدقة. رداً لتبعات المجهولة. لأن ردها أوجب من التطوع. قال ابن الخلاف: وكذلك في الصلوات. ينبغي إذا أحب أن يتنفّل، أن يصلي صلاة يوم، ينوي بها الخمس.
تكون قضاءً عما لا يدري، أنه فرط فيه، أو فسد عليه. قال أبو الحسين بن الخلاف: كانت عندنا بضيعة الوادي، دولاب مغصوبة. يباع فيها البقل، فربما احتجت الى شراء البقل منها، وتحرجت من ذلك، وسألت أبا الفضل الممسي، وأبا حفص بن العسال، رحمهما الله تعالى، فقالا - كان أحدهما يسمع صاحبه - تصدق بقدر مال البقل فيها، من بعد شرائك، الى أن قبضت. فقلت إنما كراؤها في الشهر ربع درهم. ويشترى فيها في اليوم بقل باثني عشر درهماً. وإنما اشتريت بحبة.

الصفحة 301