كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 5)

(إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلم الهَجْرِىُّ الكُوفِىّ عَنْهُ)
5976 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شعبة، عن إبراهيم الهجرى، عن عبد الله بن أبى أوفى ـ وكان من أصحاب الشجرة ـ فماتت ابنة له، وكان يتبع جنازتها على بغلة خلفها، فجعل النساء يبكين، / فقال: لا ترثين، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المراثى، فتقبض إحداكن من عبرتها ما شاءت، ثم كبر عليها أربعاً، ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو، ثم قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ فى الجنازة هكذا (¬1) .
5977 - حدثنا على بن عاصم، أنبأنا الهجرى، قال: خرجت فى جنازة ابنة عبد الله بن أبى أوفى، وهو على بغلة له حَوَّاء ـ يعنى سوداء ـ قال: فجعلن النساء يقلن لقائده: قدمه أمام الجنازة، ففعل، قال: فسمعته يقول له: أين الجنازة؟ قال: فقال: خلفك. قال: ففعل ذلك مرة، أو مرتين، ثم قال: ألم أنهك أن تقدمنى أمام الجنازة؟ قال: فسمع امرأة تلتدم (¬2) ـ وقال مَرَّةً: ترثى ـ. فقال: مَهْ ألم أنهكن عن هذا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن المراثى لتعض إحداكن من عبرتها ما شاءت، فلما وضعت الجنازة تقدم، فكبر عليها أربع تكبيرات، ثم قام هنية فسبح به بعض القوم، فانفتل، فقال: أكنتم ترون أنى أكبر الخامسة؟ قالوا: نعم. قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كبر الرابعة قام هنية، فلما وضعت الجنازة قال: جلس، وجلسنا إليه.
فسئل عن لحوم الحمر الأهلية، فقال: تلقانا يوم خيبر حمر أهلية خارجاً
من القدية، فوقع الناس فيها، فذبحوها، فإن القدور لتغلى
¬_________
(¬1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356.
(¬2) تلتدم: تضرب وجهها. النهاية: 4/55.

الصفحة 26