كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 5)

وقد كان أول قدومه إلى المدينة فقيرًا لا مال له تزوج امرأة على وزن نواةٍ من ذهبٍ.
وكانت وفاته سنة اثنين وثلاثين (¬1) / عن خمسٍ وسبعين سنة.
ومما ذكر فى ترجمة عبد الرحمن بن عوف الحديث الذى رواه عبد بن حميدٍ فى مسنده.
¬_________
(¬1) وقيل إحدى وثلاثين. تهذيب التهذيب: 6/246.
6988 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا عمارة بن زاذان، عن ثابتٍ، عن أنس بن مالكٍ: أن عبد الرحمن بن عوف لما هجر آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عثمان بن عفان ـ - رضي الله عنه - ـ، فقال له: إن لى حائطين، فاختر أيهما شئت، فقال: بارك الله لك فى حائطيك. ما لهذا أسلمت، دلنى على السوق، قال: فدله، فكان يشترى السمينة والأقيطة والإهاب (¬1) ، فجمع فتزوج، فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «بَارَك اللهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .
قال: فكثر ماله حتى قدمت له سبعمائة راحلةٍ تحمل البر وتحمل الدقيق، والطعام، فلما دخلت المدينة فسمع أهل المدينة رجة، فقالت عائشة: ما هذه الرجة؟ فقيل لها: عير قدمت لعبد الرحمن بن عوفٍ: سبعمائة راحلةٍ تحمل البر والدقيق والطعام، فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَدْخُلُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ الْجَنَّةَ حَبْوًا» ، فلما بلغ ذلك عبد الرحمن قال لها: يا أمه أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله.
¬_________
(¬1) الأقيطة: تصغير أقط، وهو لبن مخفف يابس متسحجر يطبخ به. النهاية: 1/36.

الصفحة 539