كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 5)

الشام، فلما جاء سرغ (¬1) بلغة أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوفٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَقْدِمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» .
فرجع عمر بن الخطاب من سرغ (¬2) .

(عبد الله بن عباسٍ عنه)
¬_________
(¬1) سرغ: بفتح أوله وسكون ثانية. أول الحجاز وآخر الشام بين المدينة وتبوك من منازل حاج الشام، وبينها وبين المدينة ثلاث عشرة مرحلة. قال مالك: هى قرية بوادى تبوك. وهى آخر عمل الحجاز الأول، وهناك لقى عمر بن الخطاب من أخبره بطاعون الشام، فرجع إلى المدينة. معجم البلدان: 3/211.
(¬2) من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهرى فى المسند: 1/194.
والخبر أخرجه البخارى فى الطب (باب ما يذكر فى الطاعون) وفى الحيل (باب ما يكره من الاحتيال فى الفرار من الطاعون) : فتح البارى: 10/179، 12/344؛ وأخرجه مسلم فى الطب (باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها) : مسلم بشرح النووى: 5/71؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/210 ولعله قد سقط من النساخ.
7030 - حدثنا إبراهيم بن سعدٍ، حدثنى محمد بن إسحاق، عن مكحولٍ، عن كريبٍ، عن ابن عباسٍ: أنه قال له عمر: يا غلام هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو من أحدٍ من أصحابه إذا شك الرجل فى صلاته ماذا يصنع؟ قال: فبينما هو كذلك إذ أقبل عبد الرحمن بن عوفٍ. قال: فيم أنتما؟ فقال عمر: سألت هذا الغلام هل سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أحدٍ من أصحابه إذا شك فى صلاته الرجل ماذا يصنع؟ فقال عبد الرحمن بن عوفٍ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِى صَلاَتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ وَاحِدَةً صَلَّى أَمْ ثِنْتَيْنِ، فَلْيَجْعَلْهَا وَاحِدَةً، وَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثِنْتَيْنِ صَلّى أَمْ ثَلاَثَةً فَلْيَجْعَلْهَا ثِنْتَيْنِ، وَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثَلاَثَةً صَلّى أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَجْعَلْهَا ثَلاَثَةً، ثُمَّ يَسْجُدُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ، وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ سَجْدَتَيْنِ» (¬1) .
¬_________
(¬1) من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهرى فى المسند: 1/190.

الصفحة 561