كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

[فحكى الملك الناصر - رحمه الله -] (¬1) قال: استدعانى الخليفة بعد شطر من الليل، فدخلت من باب السر إلى إيوان فيه ستر مضروب، فقبلت الأرض بين يديه، فأمرنى بالجلوس فجلست. ثم أخذ الخليفة يحدثنى من خلف الستر ويونسنى (¬2).
ثم أمر الخدام فرفعوا الستر، وقمت (¬3) فقبلت الأرض ثانيا. وتقدمت فقبلت يد الخليفة [193 ب] فأمرنى بالجلوس فجلست بين يديه. وجارانى (¬4) في أنواع من العلوم وأساليب من الشعر [إلى آخر الليل (¬5)]. ثم خرجت من عنده وعدت إلى منزلى في باقية الليلة (¬6). ثم حضر الملك الناصر المدرسة المستنصرية التي بناها الخليفة [المستنصر بالله - رحمه الله (¬7) -] على شاطئ (¬8) دجلة، وسنذكر - إن شاء الله - صفتها عند ذكر (¬9) سيرة الإمام المستنصر بالله - رحمه الله. وكان الخليفة في روشن (¬10) ينظر ويسمع كلامهم، وحضر جماعة الفقهاء الذين هم منزلون في المدرسة وغيرهم من الطوائف الأربعة (¬11). وبحث الملك الناصر واستدل واعترض وناظر
¬_________
(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(¬2) في نسخة س «ويوانسنى» والصيغة المثبتة من م.
(¬3) في نسخة س «فقمت» والصيغة المثبتة من م.
(¬4) في نسخة س «فحارانى» والصيغة المثبتة من م.
(¬5) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬6) في نسخة م «ليلا» والصيغة المثبتة من م.
(¬7) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(¬8) في نسخة س «شط» والصيغة المثبتة من م.
(¬9) في نسخة س «ذكرنا» والصيغة المثبتة من م.
(¬10) الروشن وجمعها رواشن، هى النافذة أو الكوة للاضاءة، انظر سعيد عاشور، العصر المماليكى ص 421.
(¬11) وردت الجملة السابقة في نسخة س في قليل من التقديم والتأخير ولكن بنفس المعنى، والصيغة المثبتة من م.

الصفحة 107