فاستحلف الناس لولده الملك الناصر صلاح الدين يوسف. وأرسل الصاحب كمال الدين بن العديم إلى أخيه (¬1) الملك الصالح صلاح الدين أحمد بن الملك الظاهر صاحب عين تاب فاستحلفه لنفسه ولابنه الملك الناصر بعده (¬2). ثم توفى - رحمه الله - في شهر (¬3) ربيع الأول من هذه السنة. وعظمت المحنة (¬4) بموته، وكان عمره ثلاثا (¬5) وعشرين سنة وشهورا فإن مولده كان في سنة عشر وستمائة.
ذكر سيرته رحمه الله
كان [الملك العزيز] (¬6) - رحمه الله - ملكا عادلا رحوما مشفقا على رعيته متوددا إليهم، مائلا إلى أهل الدين والخير. ويكفيه من المناقب الحسنة (¬7) ما حكيناه عنه (¬8) من رده كمال الدين بن العجمى لما طلب القضاء بحلب، وبذل جملة كثيرة يقدمها في الحال وشيئا مقررا يحمله كل (¬9) سنة من الأوقاف والشروط وغيرها، وأنه لم يصغ إلى ذلك ولم يلتفت إليه، ورأى أن ذلك يكون ذريعة إلى الجور في الأحكام والعدول عن القوانين الشرعية، وأن من يقدم (¬10) على أن يبذل في القضاء [194 ب] هذه الجملة
¬_________
(¬1) في نسخة س «أخوه» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من م.
(¬2) ورد في ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 221) «وسيرنى إلى أخيه الملك الصالح إلى عين تاب، يستحلفه له ولابنه الملك الناصر وعدت».
(¬3) في نسخة س «وذلك في»، والصيغة المثبتة من م.
(¬4) في نسخة س «الفجيعة»، والصيغة المثبتة من م.
(¬5) في نسخة س «ثلاثة» وهو تحريف والصيغة الصحيحة المثبتة من م.
(¬6) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬7) في نسخة س «الجليلة»، والصيغة المثبتة من م.
(¬8) في نسخة س «له»، والصيغة المثبتة من م، وانظر ما سبق ص 91 - 92.
(¬9) في نسخة س «في كل» والصيغة المثبتة من م.
(¬10) في نسخة س «وأن تقدم» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.