ولما تقررت [هذه] (¬1) القواعد [كما ذكرنا] (¬2) توجه القاضى زين الدين ابن الأستاذ (¬3) - رحمه الله - وبدر الدين بدر بن أبى الهيجاء رسولين إلى السلطان الملك الكامل، واستصحبا معهما كزاغند (¬4) الملك العزيز - رحمه الله - وزرديته وخوذته ومركوبه. فلما وصلا إلى مصر وأديا (¬5) الرسالة وأحضرا ما معهما، أظهر [الملك الكامل (¬6)] الألم والحزن لموته، وقصر في إكرامهما وعطائهما، وحلف للملك الناصر على الوجه الذى اقترح عليه. وخاطب الرسولين بما يشير به (¬7) من تقدمة الملك الصالح بن الملك الظاهر صاحب عين تاب على العسكر، وأن يقوم بتربية (¬8) ابن أخيه الملك الناصر. ولما رجع الرسولان إلى حلب وأنهيا إلى الصاحبة ذلك لم تره صوابا، وكذلك الجماعة القائمون بترتيب أمر الدولة.
¬_________
(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(¬2) ما بين الحاصرتين من س وساقط من م.
(¬3) في نسخة س «قال قاضى القضاة جمال الدين صاحب هذا التاريخ: فوجه الملك الناصر القاضى زين الدين قاضى حلب. .» والصيغة المثبتة من م، انظر أيضا ابن العديم، ج 3، ص 225؛ المقريزى، السلوك، ج 1، ص 253.
(¬4) الكزاغند أو القزاغند معناه المعطف القصير يلبس فوق الزردية، انظر ما سبق ابن واصل، ج 2، ص 44، حاشية 5.
(¬5) في نسخة س «وأحضرا» والصيغة المثبتة من م.
(¬6) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬7) في نسخة س «بما يشير به عنده» وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 226) «بما يشيران به عنه» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(¬8) في نسخة س «بتدبير» ولعله تصحيف، والصيغة المثبتة من نسخة م، انظر أيضا ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 226).