كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

ذكر وفاة السلطان الملك الأشرف
ابن [السلطان (¬1)] الملك العادل - رحمه الله (¬2)
واشتد مرض الملك الأشرف [في أول هذه السنة] (¬3)، وأخذت قواه في الضعف والانحلال بسبب ما تواتر [عليه (¬4)] من الاستفراع. فحكى لى أنه اشتهى لحم عجل فأحضر إليه وتناول منه مقدارا (¬5) لم تف قوته الهاضمة بهضمه، [وكان هذا في آخر مرضه (¬6)]، وأسرف (¬7) به القيام، ووقع اليأس منه (¬8).
وكان يتردد إليه من الحكماء جماعة منهم سعد الدين الحكيم الدمشقى (¬9) وهو من فضلاء الأطباء، ومنهم موفق الدين إبراهيم (¬10) وكان سامر يا ثم أسلم (¬11) وحسن إسلامه، وكان متدينا متقشفا. وكان من حكماء السلطان الملك العادل - رحمه الله - ثم أمره بملازمة ولده الملك المظفر شهاب الدين غازى فأقام عنده بالرها مدة، ثم انتقل إلى دمشق ولازم الملك الأشرف. وكان متقنا لصناعة
¬_________
(¬1) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬2) في نسخة س «رحمهما الله تعالى»، والصيغة المثبتة من م.
(¬3) ما بين الحاصرتين من نسخة م، وورد بدلها في س «رحمه الله».
(¬4) ما بين الحاصرتين من نسخة س، وساقط من م.
(¬5) في نسخة س «فتناول منه شيئا يسيرا» والصيغة المثبتة من م.
(¬6) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬7) في نسخة م «فأسرف» والصيغة المثبتة من س.
(¬8) في نسخة س «به»، والصيغة المثبتة من م.
(¬9) هو سعد الدين بن عبد العزيز الحكيم. قال عنه ابن أبى أصيبعة (عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ج 2، ص 192) «وكان الحكيم سعد الدين أوحد زمانه وعلامة أوانه في صناعة الطب، قد أحكم كليات أصولها وأتقن جزئيات أنواعها وفصولها، ولم يزل مواظبا على الاشتغال ملازما له في كل الأحوال».
(¬10) هو إبراهيم بن خلف السامرى، أشار إليه ابن أبى أصيبعة (عيون الأنباء، ج 2، ص 193) وذكر أنه نبغ وصار طبيبا فاضلا.
(¬11) في نسخة س «فأسلم» والصيغة المثبتة من م.

الصفحة 137