كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

الطب، حسن المعالجة. فذكر أن الملك الأشرف في آخر مرضه - عند ما أيفن (¬1) الحكماء باليأس منه - أمر بطلب الحكيم موفق الدين إبراهيم هذا، فطلبه الغلمان من (¬2) المواضع التي جرت عادته أنه يكون (¬3) بها فلم يوجد فيها. وتألم الملك الأشرف لغيبته عنه، ثم إنهم وجدوه بمشهد برزة (¬4) الذى فيه مقام إبراهيم عليه السلام، فأحضروه إلى الملك الأشرف فقال له: «يا حكيم أين كنت؟». فقال:
«يا مولانا كنت في مقام إبراهيم عليه السلام أدعولك». فقال: «يا حكيم ووصل الحال إلى أنك تدعو لى، وما بقى فىّ رجاء من حيث الطب». [ثم توفى الملك الأشرف بعد يومين من هذا الكلام] (¬5) في المحرم من هذه السنة، [وهى سنة خمس وثلاثين وستمائة (¬6)]. وكان عمره قريبا من ستين سنة، وكانت مدة ملكه لدمشق (¬7) ثمان سنين وشهورا.

ذكر سيرته رحمه (¬8) الله
كان - رحمه الله - ملكا جوادا مفرط السخاء، يطلق الأموال الجليلة
¬_________
(¬1) في نسخة م «حين ما اتفق» والصيغة المثبتة من س.
(¬2) في نسخة س «في» والصيغة المثبتة من م.
(¬3) في نسخة س «أن يكون فيها» والصيغة المثبتة من م.
(¬4) بدون تنقبط في كلا النسختين، وبرزة قرية من غوطة دمشق، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(¬5) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬6) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬7) في نسخة س «مدينة دمشق» والصيغة المثبتة من م.
(¬8) أنظر أيضا عن سيرة الملك الأشرف: ابن العديم، زبدة الحلب، ج 3، ص 233؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2، ص 138 - 141؛ سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج 8، ص 470 - 474؛ ابن أيبك الدوادارى، الدر المطلوب، ص 320 - 325؛ المقريزى، السلوك، ج 1، ص 256.

الصفحة 138