كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

حتى قيل أنه كان يصل إليه الحمل [الذى (¬1)] فيه المال المستكثر فيطلقه لأحد (¬2) الحاضرين عنده [199 ب]. ولم نسمع أن أحدا من الملوك والعظماء بعد آل برمك فعل فعله في التوسع في العطاء والكرم.
ونقل عنه مع ذلك من حسن الخلق (¬3) وجميل العشرة لأصحابه ما لم ينقل مثله عن أحد من الملوك المتقدمين. فحكى لى بعض من كان يصحبه قال: أهدى إليه يوما خيار في أول باكورته وأنا عنده، فوضعه (¬4) بين يديه وشرع في تقشيره واحدة بعد واحدة. وكلما قشر واحدة أكلها حتى أتى على ذلك الخيار الذى أهدى اليه، وكان [عدده قليلا (¬5)]. [ثم أمر لمن أتاه بذلك الخيار بخمسمائة درهم فأخذها وانصرف (¬6)]. قال: فعجبنا من كونه لم يؤثر أحدا من الحاضرين بشىء منه (¬7).
وكانت عادته - رحمه الله - أنه إذا أتى بشىء (¬8) أكل بعضه وآثر الحاضرين ببقيته. فلما لم يفعل هذا ذلك اليوم، وخالف عادته تعجبنا منه. فلما فرغ منه قال: «هل علمتم ما السبب في أنى لم أعطكم من هذا الخيار شيئا؟».
¬_________
(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(¬2) في نسخة س «لأحدى» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(¬3) في نسخة س «وكان مع ذلك حسن الخلق» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(¬4) في نسخة س «فوضع الخيار» والصيغة المثبتة من م.
(¬5) ما بين الحاصرتين من نسخة م وفى نسخة س «يسيرا».
(¬6) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬7) وردت هذه الجملة في نسخة س في قليل من التعديل، والصيغة المثبتة من م.
(¬8) في نسخة س «شىء» والصيغة المثبتة من م.

الصفحة 139