وأخرج من زكوات الأموال سهم الفقراء والمساكين (¬1)، وأخرجها في مصارفها بأن رتب عليها جامكيات الفقهاء (¬2) والصلحاء والفقراء.
وكان محبا للعلماء ومجالستهم وسماع مناظراتهم. وكانت عنده (¬3) مسائل غريبة من الفقه والنحو، إذا حضر الفقهاء والنحاة سألهم عنها وامتحن بها علومهم؛ فمن أجاب منهم الجواب الصحيح حظى عنده وقرّبه.
وفى بعض أسفاره إلى دمشق استحضر بها جماعة من العلماء؛ وكان فيهم الشيخ زين الدين بن معطى (¬4) النحوى المغربى - رحمه الله - وكان إماما في علم العربية
¬_________
(¬1) في نسخة س «سهما للفقراء والمساكين» والصيغة المثبتة من ب، عن زكوات الأموال انظر:
Hassanein Rabie : The Financial System of Egypt, pp 95 - 100.
(¬2) في نسخة س «للفقهاء» والصيغة المثبتة من ب.
(¬3) في نسخة س «عدة» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من ب.
(¬4) هو يحيى بن عبد المعطى بن عبد النور الزواوى المغربى الحنفى، يلقب زين الدين، ويكنى أبا الحسين، ويعرف بابن معط، وتكتب أيضا ابن معطى وكلاهما صحيح. كان إماما مبرزا في علوم العربية وأحد أئمة عصره في النحو واللغة. ولد بالمغرب سنة 564 هـ. ولا تذكر المصادر التاريخية شيئا عن حياته في أول عمره، وانتقل إلى دمشق وأقام بها زمانا طويلا حيث نظم ألفيته في النحو. وكان ابن معطى بدمشق أحد الشهود، ولم يكن له من طرق الكسب ما يقوم بكفايته. واتصل أثناء إقامته بدمشق بالملك المعظم عيسى من العادل الأيوبى. وعندما توفى المعظم عيسى سنة 624 هـ اتصل ابن معطى بالسلطان الكامل، وسافر إلى مصر، حيث قرر له الكامل معلوما على أن يقرىء الناس الأدب والنحو بالجامع العتيق بمصر. ولم تطل مدة حياته بالديار المصرية إذ توفى في ذى القعدة سنة 628 هـ. وله مؤلفات عدة لم يبق منها الزمن إلا ثلاثة كتب هى: الألفية التي تسمى الدرة الألفية في علم العربية، والفصول الخمسون في النحو، والبديع في صناعة الشعر. انظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2، ص 235؛ ياقوت، معجم الأدباء، ج 20، ص 35 - 36؛ السيوطى: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، ج 2، ص 344؛ الذهبى، شذرات الذهب، ج 5، ص 129؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 13، ص 129، 134؛ محمود محمد على الطناحى، ابن معطى وآراؤه النحوية مع تحقيق كتابه «الفصول الخمسون»، رسالة ماجستير قدمت إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، سنة 1971، ص 7 - 22.