كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

لا يجارى فيه، إلا أنه كان فقيرا ناقص (¬1) الحظ، يقعد مع الشهود (¬2) تحت الساعات (¬3) يورّق ويشهد. وبلغ من السن مبلغا كثيرا، وهو فقير ليس له ما يقوم بكفايته.
فسألهم الملك الكامل عن قولهم «زيد ذهب به» هل يجوز في «زيد» النصب؟.
فقالوا كلهم: «لا يجوز إلا الرفع». واعتمدوا كلهم على قول الزمخشرى (¬4) صاحب المفصّل «زيد ذهب به ليس فيه إلا الرفع». فقال زين الدين - رحمه الله - «يجوز فيه النصب على أن يكون المرتفع (¬5) ب‍ «ذهب (¬6)» المصدر الذى دل عليه ذهب وهو الذهاب؛ وعلى هذا فموضع الجار والمجرور الذى هو «به» النصب، فيجئ من باب:
زيد مررت به، إذ يجوز في «زيد» النصب، فكذلك ها هنا (¬7). فاستحسن الملك الكامل جوابه، وأمره بالسفر إلى مصر فسافر إليها. وقرر (¬8) له [الملك الكامل (¬9)] معلوما جيدا يقوم بكفايته، وحسنت أحواله، إلا أنه لم تطل مدته وتوفى بعد
¬_________
(¬1) في نسخة س «قليل» والصيغة المثبتة من ب.
(¬2) كان الشهود جماعة يختارهم القاضى لمعاونته في أعماله، وكانوا يتعرفون أحوال الناس ويشهدون في القضايا؛ انظر السبكى، معيد النعم ومبيد النقم، ص 63 - 64؛ المقريزى، السلوك، ج 2، ص 6 حاشية 4.
(¬3) عرف أحد أبواب الجامع الأموى بدمشق باسم باب الساعات، حيث كان هناك الساعات التي يعلم بها كل ساعة تمضى من النهار؛ انظر النعيمى، الدارس في تاريخ المدارس، ج 2، ص 386 - 387؛ وكان الشهود في ذلك الوقت يجلسون تحت هذه الساعات، انظر ابن حجر: إنباء الغمر، ج 1، ص 124.
(¬4) هو صاحب كتاب المفصل، وقد قام الشيخ موفق الدين يعيش بن على بن يعيش النحوى المتوفى سنة 643 هـ‍ بكتابة «شرح المفصل» في مجلدين، ط. ليبزج سنة 1882 - 1886 م؛ ط. القاهرة في عشرة مجلدات.
(¬5) في نسخة س «الرفع» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من ب.
(¬6) أي «بكلمة ذهب».
(¬7) انظر محمود الطناحى: ابن معطى وآراؤه النحوية، ص 10 - 11.
(¬8) في نسخة س «فقرر»، والصيغة المثبتة من ب.
(¬9) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

الصفحة 159