كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

فانحط عنده قليلا. سأله عن الخيار كيف ينبغى أن يؤكل؟. وسأله لم إذا (¬1) أكل الحلو مع غيره يتقيأ الحلو بعد ما أكل معه (¬2)، وإن أكل الحلو أولا؟. فأجاب عن الأولى بأن الخيار أفضل ما أكل مع قشره، وأخطأ في ذلك لأن قشره في غاية الغلظ، فأفضل ما يؤكل (¬3) أن يقشر ويقطع ويؤكل بالخل. وإنما غلّط أفضل الدين [الخونجى (¬4)] قول أبى على بن سينا في القانون أن الخيار ينبغى أن يؤكل مع قشره، وهذا خطأ من أبى على، وقد غلّطه فيه سائر الأطباء. وأجاب عن الثانية بجواب غير مرض (¬5) ولم أحفظه. [والجواب الحق (¬6)]؛ أن الطبيعة لملاءمتها الحلو تشح به، فلهذا يتقيأ أخيرا.
ولما أجاب أفضل الدين الملك الكامل بما أجابه به دخل الحكيم الرشيد بن أبى حليقة (¬7) على الملك الكامل فسأله عن هاتين المسئلتين فأجاب بالجواب (¬8) الصحيح.
فقال الملك الكامل: «فقل لمولاى الذى قال كذا وكذا» تهكما به. وخجل (¬9) أفضل الدين. وليس هذا (¬10) إنصافا من الملك الكامل، فإنه ليس الغلط في مسئلة أو مسائل قليلة مما يقضى بعدم الفضيلة، فإنه ليس يمكن الإحاطة بجميع المسائل.
¬_________
(¬1) في نسخة س «وسأله إذا» والصيغة المثبتة من ب.
(¬2) في نسخة س «بعد ما أكل» والصيغة المثبتة من ب.
(¬3) في نسخة س «ما اكل» والصيغة المثبتة من ب.
(¬4) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(¬5) في المتن «غير مرض».
(¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(¬7) في نسخة ب «خليفة» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة س، انظر ما سبق ص 154.
(¬8) في نسخة س «الجواب»، والصيغة المثبتة من ب.
(¬9) في نسخة س «فخجل»، والصيغة المثبتة من ب.
(¬10) في نسخة س «وليس كان هذا»، والصيغة المثبتة من ب.

الصفحة 161