ولما علم الملك الناصر [بن الملك المعظم (¬1)] موت (¬2) عمه ظن أن الأمراء يساعدونه [على تمليك دمشق] (¬3)، فلم يتم له ما ظنه. وبعث إليه أرباب الدولة يأمرونه بالخروج من دمشق، فركب من داره خارجا إلى قصره بالقابون (¬4)، وكان أهل دمشق مائلين إليه جدا. فلما ركب اجتمعوا ودعوا له، وفوّهوا باسمه. [وخرج من دمشق ولا يصدق بالنجاة خوفا أن يقبض عليه، ومضى إلى القابون ونزل به. ثم بلغه أنهم (¬5)] على عزم التعرض له فسافر إلى بلاده.
وقام الملك الجواد (¬6) بالأمر مظهرا أنه نائب (¬7) عن الملك العادل ابن عمه. وسافر أكثر العسكر (¬8) إلى الديار المصريه، وبقى عنده بعض الأمراء لحفظ البلد؛ منهم الأمير عماد الدين بن شيخ الشيوخ، وعماد (¬9) الدين بن قلج، وجمع من العساكر المصرية والمماليك الأشرفيه. وكانوا شوكة قوية، مقدمهم [الأمير (¬10)] عز الدين أيبك [الأسمر (¬11)] الأشرفى.
¬_________
(¬1) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(¬2) في نسخة س «بموت»، والصيغة المثبتة من ب.
(¬3) ما بين الحاصرتين من نسخة س وورد بدله في ب «على ذلك».
(¬4) في نسخة س «بالقانون» وهو تحريف والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة ب. وذكر ياقوت (معجم البلدان) أن قابون موضع بينه وبين دمشق ميل واحد في طريق القاصد إلى العراق في وسط البساتين.
(¬5) ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.
(¬6) في نسخة س «ولما رتبوا الملك الجواد بدمشق قام الملك الجواد» والصيغة المثبتة من ب.
(¬7) في نسخة س «أنه نائبا» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من ب.
(¬8) في نسخة س «العساكر» والصيغة المثبتة من ب.
(¬9) في نسخة س «عز الدين» ولعله تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة ب، انظر ما سبق ص 171.
(¬10) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(¬11) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.