كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

والمعرفة، ومن كان أبوه يعتمد عليهم في أموره. وكان ذلك سبب اختلال أموره (¬1) وزوال ملكه. وجرى عليه ما سنذكره [من الفساد في أمره (¬2)] إن شاء الله تعالى.
وأما الملك الجواد فإنه شرع في بذل الأموال [أيضا (¬3)] بدمشق، وأخرج ما في الخزائن من الأموال والخلع. فخلع على الأمراء والأجناد وأكثر من العطاء ليستميلهم إليه (¬4)، وقوى طمعه في ملك دمشق والاستبداد بملكها. وكان يذكر [اسمه (¬5)] في الخطبة بعد ابن عمه الملك العادل.
وأما الملك الناصر داود فإنه لما مضى إلى بلاده استولى على غزة والسواحل التي كانت بيد [الملك (¬6)] الكامل وأضافها إلى ملكه (¬7)، واستخدم عسكرا كثيرا، [وأقام (¬8)] بغزة. وكاتب ابن عمه الملك العادل يطلب منه أخذ دمشق ليكون نائبا عنه بها. فلم تقع إجابته (¬9) إلى ذلك، فأرسل إليه ثانيا يقول له: «إن أباك السلطان الملك الكامل التزم لى أنه يعيد (¬10) إلىّ مملكة والدى، وأنا قد وليت على البلاد الساحلية لأنها من جملتها، فتساعدنى على تسليم دمشق وباقى البلاد، وأكون من قبلك وفى (¬11) طاعتك كما كنت مع أبيك». وترددت بينه وبين الملك العادل الرسائل في هذا المعنى.
¬_________
(¬1) في نسخة س «أمره» والصيغة المثبتة من ب.
(¬2) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(¬3) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.
(¬4) في نسخة ب «يستميلهم» والصيغة المثبتة من س، وكلاهما صحيح.
(¬5) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.
(¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.
(¬7) في نسخة س «مملكته» والصيغة المثبتة من ب.
(¬8) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.
(¬9) في نسخة س «الإجابة»، والصيغة المثبتة من ب.
(¬10) في نسخة س «كان قد التزم أن يعيد»، والصيغة المثبتة من ب.
(¬11) في نسخة س «ومن» وهو تحريف، والصيغة المثبتة من ب.

الصفحة 175