كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

ودخلت سنة اثنتين وأربعين وستمائة (*)
والعساكر متجهزة من الجانبين، والملك الصالح نجم الدين قد كاتب الخوارزمية يطلب منهم القدوم لنصرته وهو منتظر وصولهم ليلقى بهم عمه وابن عمه الملك الناصر وصاحب حمص، والملك الصالح إسماعيل قد جهز العساكر ليسيرها مع الملك المنصور ليلقى بهم عساكر مصر وقد اعتضدا بالفرنج، والملك الناصر داود بالقدس مع عسكره معاد لابن عمه الملك الصالح نجم الدين.

ذكر وصول الخوارزمية إلى غزة واستنقاذهم
القدس من الفرنج وما فعلوه في طريقهم
ولما وردت كتب الملك الصالح نجم الدين إلى الخوارزمية، يحثهم على القدوم إلى البلاد المصرية لنصرته على عمه، ساروا من الشرق في أوائل هذه السنة وقطعوا الفرات. ومقدموهم حسام الدين بركة خان (¬1)، وخان بردى، وصارو خان (¬2)، وكشلو خان وجمعهم يومئذ يزيد على عشرة آلاف فارس. وانضم إليهم جماعة من الأمراء القيمرية (¬3)، منهم الأمير ناصر الدين، وضياء الدين، وجماعة كثيرة من أصحابهم وأتباعهم، فأجفل الناس بين أيديهم وما مروا بموضع إلا ونهبوه وعاثوا فيه (¬4).
¬_________
(*) يوافق أولها 9 يونية سنة 1244 ميلادية.
(¬1) في المتن «بركتخان».
(¬2) في المتن «سارو خان»، انظر ابن أيبك، الدر المطلوب، ص 353؛ المقريزى، السلوك، ج 1، ص 316.
(¬3) القيمرية نسبة إلى قيمر، وكانت قلعة في الجبال بين الموصل وخلاط، ذكر ياقوت (معجم البلدان) أنه نسب إليها جماعة من أعيان الأمراء بالموصل وخلاط، وكان أهلها من الأكراد، انظر أيضا المقريزى، السلوك، ج 1، ص 316 حاشية 4.
(¬4) انظر أيضا عن قدوم الخوارزمية واستخدام الصالح أيوب لهم، سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج 8، ص 493 - 494، أبو الفدا، المختصر، ج 3، ص 172؛ النويرى، نهاية الأرب، ج 27 ورقة 78 وما بعدها؛ العينى، عقد الجمان، حوادث سنة 642؛ ابن أيبك الدوادارى، الدر المطلوب، ص 353؛ المقريزى، السلوك، ج 1، ص 316 - 317؛ ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج 6، ص 323.

الصفحة 336