كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

بميافارقين الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك المظفر شهاب الدين. ولم يزل مالكا لها إلى أن ملكها التتر بعد أن طال حصارهم لها. وصبر صبرا عظيما، وجاهد في الله جهادا لم يجاهد أحد من الملوك مثله رحمه الله، ثم ملكها التتر وقتلوه شهيدا، رحمه الله ورضى عنه (¬1).
وورد الخبر على السلطان الملك الصالح بموت ولده الملك المغيث فتح الدين عمر بقلعة دمشق وهو معتقل في برج من أبراجها، فاشتد جزع الملك الصالح عليه، وحنق على عمه الملك الصالح حنقا شديدا واتهمه بقتله، وجد في حربه (¬2).
ولما توفى الملك المظفر صاحب حماه، سير القاضى شهاب الدين ابراهيم ابن عبد الله بن عبد المنعم بن أبى الدم قاضى حماه (¬3) إلى بغداد رسولا إلى الخليفة المستعصم بالله مخبرا بوفاة الملك المظفر، ومعه زرديته وسيفه ولامة حربه. فلما وصل إلى المعرة مرض بالدوسنطار يا فعاد إلى حماه، فمات بها يوم وصوله إليها.
¬_________
(¬1) ذكر سبط ابن الجوزى (مرآة الزمان، ج 8، ص 510) وفاة شهاب الدين غازى في حوادث سنة 645 هـ‍، بينما ذكر النويرى (نهاية الأرب، ج 27، ق 86) والمقريزى (السلوك، ج 1، ص 332) وفاته في حوادث سنة 646 هـ‍ وهذا كله تصحيف إذ ذكر أبو الفدا (المختصر، ج 3، ص 173) وابن أيبك (الدر المطلوب، ص 357) أن وفاته كانت في سنة 642 هـ‍ وهو ما يؤيد قول ابن واصل. وأشار العينى (عقد الجمان، حوادث سنة 642 هـ‍) إلى هذا الخلط.
(¬2) عن وفاة الملك المغيث عمر بن الملك الصالح انظر أيضا، العينى، عقد الجمان، حوادث سنة 642؛ ابن أيبك، الدر المطلوب، ص 357؛ ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج 6، ص 351.
(¬3) هو مؤلف كتاب (التاريخ المظفرى) توفى سنة 642 هـ‍ - 1244 م، انظر ما سبق، ابن واصل، مفرج الكروب، ج 4، ص 174 حاشية 2؛ أبو الفدا، المختصر، ج 3، ص 173.

الصفحة 346