كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

البلاد، فخرجت العساكر من حلب، وتقدم عليها الملك المنصور صاحب حمص، واستعد للقاء الخوارزمية.
ولما سمعت الخوارزمية باستعداد (¬1) الملك [52 ب] المنصور وعسكر حلب للقائهم، رحلوا عن دمشق طالبين لقاءهم، وانفرج الخناق (¬2) عن دمشق، وكان ما سنذكره إن شاء الله تعالى في حوادث السنة الآتية.
وفى هذه السنة تسلم نواب مولانا السلطان الملك المنصور صاحب حماه سلمية، سلمها إليهم السلطان الملك الصالح نجم الدين [أيوب (¬3)] وذلك لما فتحت دمشق.
وكانت [سلمية (¬4)] بيد الملك المنصور صاحب حمص. ولم يبق خارجا عن مملكة جده الملك المنصور إلا المعرة (¬5).

ذكر قصد التتر بغداد ورجوعهم [عنها] (¬6) خائبين
وفى هذه السنة أو التي قبلها، قصدت طائفة من التتر بغداد ونهبوا ما في طريقهم اليها، ووصلوا إلى سوق الخيل ظاهر بغداد، واستعدت عساكر الخليفة (¬7) المستعصم بالله للقائهم.
ولما جن التتر الليل (¬8)، وعلموا أنه (¬9) لا طاقة لهم بمن في بغداد من العسكر، أوقدوا نيرانا كثيرة لئلا (¬10) يشعر برجوعهم، ثم رحلوا تحت الليل. ولما طلع الصباح
¬_________
(¬1) في نسخة س «استعداد» والصيغة المثبتة من ب.
(¬2) في نسخة س «الحصار» والصيغة المثبتة من ب.
(¬3) ما بين الحاصرتين للتوضيح من نسخة س وساقط من ب.
(¬4) ما بين الحاصرتين للتوضيح من نسخة س وساقط من ب.
(¬5) في نسخة س «إلا المعرة حسب».
(¬6) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في ب.
(¬7) في نسخة س «واستعد الخليفة» والصيغة المثبتة من ب.
(¬8) في نسخة س «فلما أجن على التتر الليل»، والصيغة المثبتة من ب.
(¬9) في نسخة س «أنهم» والصيغة المثبتة من ب.
(¬10) في نسخة س «كثيرة بالليل لئلا» والصيغة المثبتة من ب.

الصفحة 354